الحمد لله حق حمده على استقلال بلادنا تونس واعلانها للجمهورية في 25جويليةعام1957 وهي نقلة بين عهدين اوخط فاصل بين حقبتين حقبة ( ظلامية) وهي الاستعمار وحقبة( تنويرية) وهي ما بعد الاستقلال. وبذلك فان تونس دخلت في ورشة بناء حضاري اسهم فيها رجالها ونساؤها- كل من موقعه-وتخصصه وبقدر جهده فان اليد الواحدة لا تصفق. وتونس الغالية هذا الكيان الجغرافي والإنساني هي كالجسد الواحد اذا تخلف او تعطل منه عضو تداعى سائر أعضائه بالتهميش او التقزيم او الاقصاء. وان تقديم شخصيات تونسية بارزة مع غيرهم من سائر السياسيين اللامعين وهم الكتاب والمفكرون ورجال العلم واهل الثقافة الذين كانوا في وقت من الأوقات- خصوصا اثناء عطائهم في حياتهم في دائرة الضوء دائما ثم تحولوا فجا ة بفعل فاعل الى التعتيم والتجاهل بمجرد احالتهم على التقاعد او بسبب وفاتهم وبالتالي فلم يعد يذكر لهم اسم ولارسم وقديما قال المؤرخ الطبري الشهير ( من ارخ عالما فكا نما احياه واحياه فكا نما احيا الناس جميعا) والذي احب ان أقوله وأؤكد عليه هو ان تقديمهم في مثل هذه الذكرى الجليلة وبيان اثارهم والتنويه بما ثرهم هو رد اعتبار لاشخا صهم المهضومة والاعتراف بجميل أعمالهم وعظيم خدماتهم التي قدموها للبلاد والعباد فان الكثير من جيل اليوم لا يعرفونهم وقلما يقرؤون عنهم لافي مقاعد الدراسة ولا في الصحف السيارة. وهنا اذكر انني الفت كتابي في تاريخ تونس واعلامها ثم ذهبت بعد صدوره الى معرض الكتاب الدولي لتوقيعه تقدمت مني طالبة جامعية من كلية الهندسة واشترت نسخة منه فسالتها عن السبب في اقتناء الكتاب فا جابتني حرصي على معرفة تاريخ بلادي ورجالها فشكرتها على هذا المنحى الجليل اذ هو اعتزاز بالوطن وتعبير صادق عن الحب لاعمال رجال وبناة تونس الاوفياء.