بات من المؤكّد أنّ وضع الفنّان سوف يزداد تأزّما و تقهقرا بسبب إستحالة مباشرة عمله لمدّة طويلة لا يعلم نهايتها إلّا الله.... يا أهل الفنّ و جميع باقي المهن الحرّة الأكثر عرضة للتّضرّر من مخلّفات هذه المصيبة الوبائية القاهرة ، قدرنا أن نتعب و نتعذّب و نصبر و نفكّر، معا ، في إيجاد طريقة عملية ما ، تضمن لنا ولو أبسط ضروريات عيشنا ، لأنّ مؤشّرات الأزمة القادمة تنبؤ كلّها بقربنا من حافّة الهاوية التي سوف تبتلعنا و تفْرمنا فرما لا يميّز بيننا و لا يُبقي أحدا ... علينا أن نتّحد ونجتهد و نصرّ على مطالبة دولتنا بالتّحاور معنا و الإستماع إلينا ، لعلّنا نفيدها بأفكار و حلول لا تخطر ببالها يمكن تفعيلها ، منذ الآن ، قبل فوات الأوان و إندثار مهنة الفنّان و غير الفنّان و فشلنا النّهائي التّامّ ، لا قدّر الله ، في هذا الإمتحان... علينا بالصّبر و النّضال باللّيل و النّهار لإنقاذ أنفسنا وعوائلنا من غياهب الشكّ و الإنكسار و مِهَنِنا و منابع قوتنا من الإنسداد و العدم و الزّوال.... أعلم أنّها رسالة مؤلمة قاسية ، لكنّ الوضع لم يعد يحتمل السّكوت و طول الإنتظار......