كتبت ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول أسباب استقالة الحكومة المؤقتة في شرق ليبيا على خلفية الاحتجاجات، وأفق التسوية. وجاء في المقال: في الوقت الذي انطلقت فيه عملية التفاوض بين أطراف النزاع في ليبيا، واجهت السلطات المحلية تصاعد المزاج الاحتجاجي بين السكان. فقد أصبحت الأولوية بالنسبة إلى الليبيين العاديين هي حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، مثل ارتفاع الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي، بدلاً من مجرد احتمال التوصل إلى تسوية سياسية. وهكذا، فعلى خلفية الاحتجاجات المستمرة، استقالت الحكومة في شرق ليبيا. وفي الصدد، قال المحاضر في قسم السياسة والإدارة بالمدرسة العليا للاقتصاد، غريغوري لوكيانوف، ل "كوميرسانت": لقد فقد عبد الله الثني ثقله السياسي منذ فترة طويلة. لم يعد له أهمية سياسية خاصة، ومن السهل التضحية به". وفي رأيه، قد يكون هناك سببان للاستقالة. الأول، هو طمأنة السكان، الذين أصبحت المشاكل الاجتماعية والاقتصادية بالنسبة لهم أكثر أهمية من الآفاق المجردة للتسوية السياسية؛ والثاني، هو خطوة نحو إنشاء هيكل أكثر شرعية من الحكومة المؤقتة. وبحسبه، "يحتمل أن يكون ذلك بسبب عملية التفاوض التي بدأت بين شرق ليبيا وغربها، وسوف نسمع عن تشكيل هيئة جديدة توحد جزأي البلاد. وأي تعيينات في طبرق ستتم في المستقبل القريب قد تكون ذات طبيعة تقنية". وكدعم عملي لمبادرات السلام، عقدت جولتان متوازيتان من المفاوضات، الأسبوع الماضي. إحداهما، في مدينة بوزنيقة المغربية واستمرت في القاهرة؛ والثانية، في مونترو السويسرية. ومن المتوقع أن تبدأ اجتماعات لجنة التفاوض الليبية في جنيف نهاية الأسبوع. وكما تؤكد جميع القوى الخارجية المشاركة في حل النزاع الليبي، فإن العودة إلى العملية السياسية فقط هي التي ستجعل من الممكن حل مشاكل السكان الاجتماعية والاقتصادية. * المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
