لو سمحتم ...أعود مرّة ثانية لأبيّن لكم مدى درجة خطورة إصابة بعض "نجوم" و "نجمات" اليوم بأدواء الغرور و العظمة و التّفسّخ و الرّياء ، جرّاء ظنّهم الرّاسخ بأنّه لا معنى للإبداع و لاطعم ولا رائحة إذا لم يكن مغلَّفا بكلّ تلك الإضافات و التّحسينات المُبَهرِجة الخدّاعة المصطنَعة ، و السّلوكيات شبه "المُمسرَحة" المكشوفة المبرمَجة! فتراهم يتهافتون على كسب ألقاب لا علاقة لها ، أصلا ، بالفنّ ويدفعون "مال قارون" لمحاكاة أصحاب السّموّ و الجاه من الملوك والسّلاطين و الأمراء و حتّى الزّعماء ، بالإستيلاء على ألقابهم ليزيدوا إنتفاخا على إنتفاخهم المرَضيّ الواضح المتجلّي في إيماآتهم و تعليقاتهم و تصرّفاتهم المتعالية مع الإعلام و الجمهور و حتّى زملائهم ! لا يهمّهم سوى المزيد ثمّ المزيد من "الشّهرة" و الظّهور أمام النّاس على أنّهم من جنس خاصّ فريد مميّز أرقى و أنبل من جنس البشر ! يتعلّلون بأنّ صفتهم تلك ، كنجوم شهيرة " معبودة "، تحتّم عليهم إلصاق تلك الأقنعة الزّائفة على وجوههم ، و إضفاء ذاك التّحوّل المفاجئ الغريب على طباعهم الأصلية حتّى يقال إنّهم "نجوم" ! طبعا، كلامي هذا لا ينطبق على الجميع.. فبين معشر المشاهير يوجد ، والحمد لله ، أناس طبيعيون رائعون لا تستهويهم مثل تلك الخزعبلات التّافهة الرّخيصة المخجلة.. النّجوم ، مثل كلّ خلق الله ، لها أعمارها المقدّرة المحدّدة ، و يوم يأتي أجلها ، ولو بعد دهور ، فهي تنفجر و تموت ، و لا يبقى منها سوى جُسَيماتها المتناثرة التّاهئة في فضاء الكون.... دعكم ، إذًا ، من التّشبُّه بها ، و كونوا فنّانين لا أكثر و لا أقلّ...لعلّ بقاءكم في ذاكرة التّاريخ يكون أثْبت و أعماركم تكون ، على قِصَرها ، أطوَل من أعمار النّجوم...