ألتمس العذر من الراحل ياسر عرفات الذي قال أن السلام يصنعه الشجعان.. ليته كان كذلك، السلام يصنعه الآن ودائما، الأقوياء دون سواهم ويُفرَض على الضعفاء تماما كما فرض الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الأولى ضد الامبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية وبلغاريا معاهدة فرساي المذلة، وكانت حسب أدولف هتلر "ديكتات »… السلام اليوم يصنعه دونالد ترامب الرجل القوي الشرس ذو النجاعة الفائقة الذي لا يعترف إلا بالحسابات عوض المفاوضات و بالتهديد والوعيد عوض التشاور والتحاور… السلام يصنعه ترامب في المطبخ البيضاوي بعيدا عمن يهمهم أمر السلام، يصنعه ترامب مع أبناء جلدتك ممن تآمروا وخضعوا وخانوا وساوموا من أجل تصفية ما تبقى من شهامة وما تبقى من شرف مهدور.. اليوم يوقع وفدا الإمارات والبحرين في المكتب البيضاوي على إتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني لا نعرف عن تفاصيلها وبنودها السرية شيئا الكيان الذي مازال يمارس سياسة الضم و الاحتلال منذ ما يزيد عن ستين سنة و الأغرب أن العرب تنادوا تباعا.. و اليوم يصرح ترامب بكل ثقة أنه تحدث من العاهل السعودي ومع ولي عهده أنهما لا يمانعان السلام.. أما نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي فما يهمها من أمر العرب شيء سوى أن يدفعوا بالتي هي أحسن و أن يدفعوا ما في خزائنهم وأن يضمن اتفاق السلام هذا تفوق اسرائيل العسكري، وكأنها لم تتفوق يوما اسرائيل هذه!!. أما ايران المعاندة المهددة دوما فهي الأخرى ترغب في إبرام إتفاق مع الأمريكان و لكن السيد ترمب يقول أن أجندته مزدحمة و أن طابور المطبعين طويل و على إيران أن تتريث قليلا الى ما بعد الانتخابات الأمريكية وأنه يجهز لصفقة كبيرة ذات ثراء فاحش.. الرجل ليس لديه وقت يضيّعه في التفاوض و التداول و النقاشات حتى أنه ألغى الاتفاق النووي الإيراني مع أوروبا و الدول الراعية الذي طال أكثر من اللازم انسحب منه لأنه لا يحقق فائدة لأمريكا و فرض قيودا كبيرة على شركة هواوي العملاق الصيني للاتصالات و أجبر شركة «التيك توك» على بيع أسهمها وأوقف دعمه لمنظمة الصحة العالمية لأنها أخفت معلومات عن «الكوفيد» حسب رأيه… ترمب يفعل كل شيء من أجل ملء خزائن بلاده الممتلئة أصلا ترمب هذا اختصر مقولات العرب وانشائياتهم و أطلالهم و لخّص الأمر في قبضة يد و نظرة غضب تجاه الأوضاع التي ما تغيرت منذ عقود طويلة... ترمب يصنع التاريخ على طريقته طالما عجز العرب على صنعه و هاهم يباركون الاتفاق الجديد و يصفقون و الدور آت على البقية مسيّرين لا مخيّرين!!!. نحن فعلا نحتاج رجلا يفكر كترامب و يفعل سريعا كترامب و يأمر فيُطاع كترامب..