سيّدي الوزير...... إنّ أهل بيت الثّقافة و الفنون ، يمرّون اليوم بظروف جدّ قاسية مشحونة بجميع مسبّبات الشكّ والعجز و الإحباط زادها بؤسا وقتامة وفظاعة ، عدم إكتراث الدّولة بما يحدث لهم ، وإتّضاح حذف ملفّات مشاكلهم حتّى من مُلحقات أولويات سياساتها !! جميل أن تلتقي ، تباعا ، ببعض الأسماء الفنّية المحترمة الشّهيرة ، في جلسات إنفرادية حميمية ، لكنّ الأجمل و الأجدى هو أن تُسرِع في إبتكار طرُق عملية تمكّن أهل الفكر و الثّقافة والفنون من مواصلة مهمّاتهم الحضارية في كنف أبسط ضروريات العيش الكريم و الرّاحة النّفسية.. لأنّ الإبداع و عدم الإطمئنان أمران لا يلتقيان وإن إلتقيا فسوف تكون النّتيجة ، حتما ، كما هي الآن..... سيّدي الوزير ... إكتشفت فيك ولَعك بالعزف على آلة العود و الغناء فسُعِدت بذلك لانّك فنّان منّا و إلينا وتعي جيّدا ما معنى أن يهجر العازف آلته أو يكبُت المغنّي صوته أو يتخلّى الرّسّام عن لوحة ألوانه و ريشته أو يُمنَع الممثّل من الصّعود على خشبات المسارح و يُحرَم من ملاقاة جمهوره و إسعاده أو يُفرَغ قلم الكاتب و الشّاعر من حبره و تُجتَثّ منه ذُؤابته.. أنت تعلم و يجب أن تعلم و تتصوّر مدى مرارة و قساوة شعور هؤلاء النّاس ، كغيرهم من النّاس ، بالألم و اليأس و الحيرة عندما تُمنَع عنهم منابع كرامة عيشهم وتُكبَّل لديهم مفاصل تُرجمان خواطر و أحاسيس أعماق أعماقهم.... كلّنا على عِلم بهُزال أرصدة وزارة " الفكر و الإبداع " مقارنة بجميع الوزارات الأخرى في البلاد و حتّى خارجها ، لكنّ ذلك لا يعني أنّها عاجزة ، تماما ، عن إيجاد بعض الحلول الممكنة لمشاكل الذين من أجلهم و لأجلهم أُنشِئت ، أصلا ، هذه المؤسّسة بالذّات.... سيّدي الوزير.... الحلول موجودة ، رغم الإمكانيات المادّية المحدودة و الإرادة السّياسية المعهودة المفقودة .