صديقي العزيز الأستاذ الباحث الصريح وهو يكتب ويحبر في الصريح (أبو ذاكر الصفايحي) يثير في مقالاته مواضيع تفرض على القارئ أن يقول على كل مقال مقالا، إما أن يكتبه وينشره، أو يحبسه لنفسه بين ضلوعه، والموقف الثاني هو موقفي مع كل مقالاته حتى أترك المجال لغيري في الصريح ما دام لي ركن يومي في الصريح...ذاك الموقف رأيت أن أخالفه يوم التاريخ لأقدم شهادة للتاريخ....فقد كتب الأستاذ مقالا تحليليا لكتابين في التربية الإسلامية أحدهما قديم وثانيهما جديد، ولأن القديم هو كتاب التربية الإسلامية للسنة الرابعة من التعليم الثانوي وأنا من مؤلفيه، ولأن صديقي أبا ذاكر نوه بما فيه، فقد رأيت أن أتجنب الحديث عن مواضيعه ومستواه وأروي حادثة تاريخية تتعلق بموقف رسمي حول محتواه... ...في العاشر من أكتوبر 1987، ومازلنا في عهد بورقيبة، ووزير التربية المرحوم محمد الصياح دعا الوزير متفقدي التربية الإسلامية إلى اجتماع بالوزارة، وكنت من بينهم، رحب بنا الوزير كما رحب بمن حضر من مساعديه، وأشار إلى كتب التربية الإسلامية إشارة تدل على أنها لا ترضيه ثم أعطى الأستاذ خليفة شاطر الكلمة فقدم تقريرا نقديا لكتاب التربية الإسلامية للسنة الرابعة ثانوي، ومن طريف ما أخذه عليه مقال ورد في الدعم للشيخ الإمام محمد الطاهر ابن عاشور تحدث فيه عن الدعوة الإنسانية في الإسلام، والناقد يرفض هذه الدعوة التي تخالف الدعوة البورقيبية.... وبعد أن أخذ الوزير لنفسه الكلمة فأطال القول ساخرا وتكلم زملائي المتفقدون بإيجاز ولم أتكلم، قرر الوزير إلغاء كتاب السنة الرابعة من كتب الدراسة والاكتفاء في دروس السنة الرابعة بدروس الهدي القرآني حتى يولد كتاب جديد يرضي الوزير.... وللتاريخ أقول...لقد وجهت غدا رسالة إلى الوزير المرحوم محمد الصياح رددت فيها على بعض مواقفه وأقواله الساخرة، ومنه جاءني الرد ولكن بقي الكتاب على الرف ذلك أن قرار الوزير لا يرد... ....ذاك حدث حدث كان مطويا في صحف التاريخ وفي ذاكرتي استدعاه مقال صديقي أبي ذاكر الصفايحي فخرج ليؤدي شهادة للتاريخ ثم يعود لمطويات التاريخ، فشكرا....