17% من مرضى القلب إصاباتهم ناجمة عن أمراض الفم والأسنان تونس - الاسبوعي: في حوار سابق مع أحد المختصّين في طب الأسنان... أشار في معرض حديثه حول منظومة التأمين على المرض... إلى أن لأمراض الفم والأسنان علاقة مباشرة ووطيدة بأمراض القلب والشرايين... ولذلك فهم يفكرون جديّا في تقديم اقتراح للمسؤولين عن المنظومة... يرمي لضمان مجانية العلاج لأسنان الأطفال حتى بلوغهم 16 سنة من العمر... بهدف القضاء على العديد من الاشكاليات الصحية في هذا الخصوص... وبحكم متابعتنا اللّصيقة للملف لفت انتباهنا وجود جمعية تونسية لطب أسنان الأطفال والوقاية منها تترأسها الدكتورة بديعة الجمالي الأستاذة الجامعية ورئيسة قسم بمستشفى الرّابطة... فحرصنا على معرفة واستجلاء الأهداف والأنشطة والآفاق المستقبلية لهذه الجمعية وواقع أمراض الأسنان في بلادنا. تونس تقدّمت في علاج الأسنان لكن هذا التقدم لا يعني شيئا على أرض الواقع أدعو الأولياء لعدم قبول المواعيد التي تبلغ حدود عامين للعلاج صحّة الطفل من صحّة أسنانه * في البداية ماهي نسبة الإصابات بالتسوّس لدى الأطفال في تونس؟ - هي مرتفعة جدا وتصل إلى حدّ أن 75% من الأطفال في تونس مصابون بالتسوّس... سواء بالأسنان اللّبنية أو الأسنان الدائمة... على مستوى الفئة العمريّة من عام إلى 13 سنة. * وماهي نسبة الاصابات بأمراض القلب الناجمة عن أمراض الفم والأسنان؟ - هي 17% في جميع الأعمار وهي مرتبطة أحيانا بالأمراض الوراثية التي خلقوا بها. * وماذا عن تطور هذه النسب أو تراجعها؟ - في تونس تقدمنا مقارنة بالبلدان المغاربية... لكن هذا التقدم لا يعني شيئا على أرض الواقع... وأقول هذا الكلام وأتحمّل مسؤوليته... باعتباري أعالج مرضى تونس الكبرى ونسبة كبيرة من الوطن القبلي أو أشرف على علاجهم... وأعتبر التحسّن الذي أوردته لك في بداية الجواب غير مطابق للواقع... ولكن الصدفة وحدها هي التي لعبت دورا كبيرا في حصوله من خلال اعتماد مؤشرات عامة ولكن في الواقع لم تتحسن تلك المؤشرات بتاتا... ولقد ألّفت كتابا في هذا الشأن... والسبب الرئيسي في عدم معرفة النتائج والقدرة على ملامسة تطور أو تراجع يعود إلى عدم وجود تقييم طبي لاحق للحالات التي تقع معالجتها... في حين أنه لا يمكن التعرّف على النتائج الحقيقية إلا بعد حصول تقييم مشخص للحالة مرّتين على الأقل... وأعتقد أن هذا الرأي يشاطرني فيه عدد قليل من المختصين... * وما الذي يعوق عملية التقييم؟ - مازالت تنقصنا عدّة تقنيات لاجراء عملية التقييم وتعود أكثر الأسباب لاجتهادات المشرفين على العلاج... فلماذا لا تتم معالجة المريض بعد القيام بتشخيص كامل لما يعانيه دون الاكتفاء بمداواته بمراكز الاستعجالي... ولماذا لا يتم توجيهه لأهل الاختصاص... وأنتهز هذه الفرصة لدعوة الأولياء في حالة أمراض الأسنان إلى المطالبة بتقييم العلاج في ظرف زمني قصير وعلى أقصى تقدير 6 أشهر من مباشرة المعالجة... وعدم قبول المواعيد التي يتم تمكينهم منها والتي قد تصل إلى عامين... للقضاء على حالات تلف الرّصاص أو عودة التسوّس من جديد... لأن تقييم حالة الأسنان وخاصة للطفل يعطينا فكرة مسترسلة وحقيقية عنها... وعند التقييم وحتى في صورة عدم المعالجة... فإننا على الأقل قمنا بتحسين طريقة التنظيف... من خلال تغيير نوعية فرشاة الأسنان والدواء وأسلوب التنظيف الذي يتماشى مع عمر الطفل المراد تقييمه. * لنعد إلى الجمعية... ماهي أهدافها؟ - تهدف هذه الجمعية إلى تطوير الأساليب العلاجية لأمراض أسنان الأطفال والوقاية من أمراض الفم والأسنان. * وماهي الأنشطة التي قامت بها الجمعية منذ تأسيسها؟ - قمنا بتنظيم الأيام الأولى لطب أسنان الأطفال والوقاية بالتعاون مع كلية طب الأسنان في ...1984 وأجرينا في 1986 كشفا وطنيا شمل 4 آلاف طفل حول أمراض الفم والأسنان عند الأطفال بالتعاون مع المنظمة العالمية للصحة... ونظمنا الأيام الثانية والثالثة والرابعة لطب أسنان الأطفال والوقاية سنوات 1987 و1991 و...1993 وشاركنا في تنظيم الاسبوع المغاربي الأول لصحة الفم والأسنان سنة ...1994 وفي 1996 نظمنا أياما تكوينية في مجال طب أسنان الأطفال استضفنا فيها أستاذا خبيرا لدى المنظمة العالمية للصحة... وأبرمنا عقد توأمة مع المنظمة الفرنسية لصحة الفم والأسنان بباريس سنة 1997 ونظمنا يوما تكوينيا مشتركا معها بالاضافة لتنظيم أيام تحسيسية للوقاية من أمراض الفم والأسنان لدى المعاقين.. وقمنا بتنظيم الملتقى المتوسطي الخامس لجمعيات طب أسنان الأطفال في ...2002 وباختصار نظمنا أياما تحسيسية للوقاية من أمراض الفم والأسنان... وحصصا توعويّة وحملات تقصّي لأمراض الفم وقمنا بتوزيع عدد كبير من فرشاة الأسنان وعلب معجون الأسنان وقد شملت الحملة 53 مدرسة و9 آلاف تلميذ من ولايات تونس، أريانة وبن عروس والمشاركة في قوافل صحيّة... وقمنا بتنظيم المؤتمر العربي الخامس لطب أسنان الأطفال فضلا عن المشاركة في مؤتمر الاتحاد الفرنسي لصحة الفم والأسنان في ...2006 وفي جوان 2007 تم تنظيم أسبوع تكويني للأطفال بعنوان «لكل عمر طريقة لتنظيف الأسنان في إطار صيف بدون تسوّس»... * وفي السنة الحالية 2008؟ - احتفلنا بالإضافة لسائر مكوّنات المجتمع باليوم العالمي للنظافة... وأقمنا معرضا بالنحلي ووزعنا مطبوعات تخص نظافة الأسنان... وأسسنا شراكة بين جمعية الإعاقة بالبيت والجمعية التونسية لطب أسنان الأطفال للاهتمام بالأطفال والمسنّين... وبمناسبة اليوم العالمي للماء قمنا بالتعريف بدور الماء في طب أسنان الأطفال من تنظيف وتعقيم وتكوين لأعضاء الجمعية... وفي إطار اليوم العلمي السابع للصحة تم فحص 500 طفل... إضافة لخلق ناد للصحة بجهة تونس وتنظيم أسبوع تحسيسي قبل العطلة عنوانه «كيف أعتني بأسناني طوال العطلة الصيفية». * وماهي التوصيات والفوائد التي خرج بها الأطفال وأسرهم من هذا الأسبوع التحسيسي؟ - انتظم هذا الأسبوع من 23 جوان الفارط إلى 28 من نفس الشهر... وقمنا خلاله بعيادات مجانيّة وأجرينا تقييما مشخصا لكل طفل للفم والأسنان... والتقينا كل الشرائح من الاطفال... واستقبلنا الأولياء كذلك وقدمنا لهم توصيات للاعتناء بأسنانهم وأسنان أطفالهم خلال العطل الصيفية. * على ما ارتكزت هذه التوصيات؟ - على تفادي التدافع بالنسبة للأطفال حتى لا يتسبّب في مضاعفات على أسنانهم... وتجنب فتح القوارير وزجاجات المشروبات وكذلك المثلجات والعنف فيما بينهم والأكل غير المراقب... ولقد توخينا هذه السنة شعار «تحدّي للجميع» من آباء وأولياء وأطباء وممرّضين وطبعا الأطفال... لتفادي التسوّس ومعه عديد حالات الكسر. * هذا يدخلنا مباشرة في صلب الموضوع... أمراض الأسنان تصنّف عالميا في خانة الأمراض الأكثر انتشارا... ماذا أعددتم في هذه الجمعية للمساهمة في التقليص من نسب هذه الأمراض لدى الأطفال بوصفكم جمعية يتوجه نشاطها الأساسي نحو الأطفال؟ - فعلا أمراض الأسنان كانت تصنّف في المرتبة الثالثة ضمن ترتيب الكوارث والأمراض... بعد مرض السرطان (عافاكم الله) وأمراض القلب والشرايين والآن يمكن القول أنها تحسّنت من خلال تأخرها إلى المرتبة الرابعة فاسحة المجال للسيدا كي تحل محلها في المرتبة الثالثة... * في حديث سابق مع أحد المختصين أفاد بأن أمراض القلب والشرايين على علاقة مباشرة بالفم والأسنان... وقد أثبتت الدراسات أهميّة الاعتناء بالفم والأسنان حتى لا تتعكّر وضعيات المصابين بهذا المرض... - نفس الجرثومة التي تصيب القلب تلك التي تصيب الأسنان في ذات الوقت... وعندما لا تتم مداواة الأسنان... يظل مرض القلب موجودا ويستمر. * أنت تمارسين عملك بمستشفى الرابطة... هل هناك جهد يبذل في هذا الاتجاه قبل حصول الإصابة من حيث التحذير والتنبيه على الزائرين وخصوصا من الاطفال... الفئة المستهدفة من قبلكم بالتدخلات العلاجية وذلك قبل حصول المكروه؟ - نعم مستشفى الرابطة يعد الوحيد الذي يمارس فيه هذا الاختصاص الجامعي: طب أسنان الأطفال... ولذلك فنحن نقوم هنا بالتقويم المبكر لتفادي عمليات التقويم المعمق والمضاعفات الأخرى. * وأين نصيب بقية جهات الجمهورية؟ - قمنا في 22 جوان الماضي بتركيز فروع بالجهات أثناء ملتقى بالحمامات حضره عدد كبير من المختصين ناهز 30 مختصا في طب أسنان الاطفال وقمنا بتركيز فروع بالجهات وخاصة صفاقسوسليانة وجندوبة وبالطبع المنستيروتونس ونابل... * وهل فكرت الجمعية في الجهات النائية من حيث التحسيس والتوعية؟ - تقديرا من المتطوعين في الجمعية لمصلحة الطفل الفضلى يتحول فريق عمل يتألف من مختصين في طب الأسنان بالمستشفى مرة في كل شهر لبعض الجهات من سليانة ومنزل تميم... سعيا لخدمة الطفل حيثما كان بدون اضطراره لتكبّد مصاريف التحول للمستشفيات... * وهل لديكم بعض الأنشطة الخصوصية بمناسبة العودة المدرسية... باعتباركم جمعية موجهة للطفل أساسا؟ - دأبنا كل عام على تنظيم «العودة المدرسية للأسنان» ويتم خلالها التركيز على صحة الفم والأسنان... عبر تحسيس وتوجيه الأطفال إلى الغذاء الصحي وتفادي الأكل بين الوجبات... وخصوصا تنظيف الأسنان بعد فطور الصباح وقبل النوم لدى الأطفال المزاولين لدراستهم... * وفي الختام... - ترتكز أهدافنا على التكوين لكل فرد من العائلة الصحية (الإطارات شبه الطبية والتقيين) لتمرير المعلومات الخاصة بالوقاية في مجال صحة الأم والطفل... وتقديم المقترحات على غرار ماهو موجود بفرنسا وكل البلدان المتقدمة... لذلك عملنا على تكريس هذه المسائل ببلادنا... من خلال مواكبة كل ما يطرأ من مستجدّات في كل يوم. للتعليق على هذا الموضوع: