كتب الأستاذ الصديق أبو ذاكر الصفايحي مقالا قارن فيه بين كتابين للتربية الإسلامية، لما علقت على المقال بشهادة للتاريخ طلب مني الصديق العزيز أن أنشر ذكريات أخرى للدرس والعبرة فرأيت أن أقول له: لبيك وسميعا دعوت، وأنا سوف أروي كل يوم بعض ماعندي من ذكريات في سطور قليلة حتى تقبل ولا تمل، وبالمناسبة أذكر أنني ألفت منذ سنوات كتابا عنوانه (ورقات زيتوني من شجرة الزيتونة) فيه ذكريات أربعين سنة في حقل التربية (الحق الضائع) سنة 1993 أعلنت وزارة التربية عن فتح مناظرة لتأليف كتاب حول التربية الإسلامية لتلاميذ السنة الثالثة ثانوي، رأيت أن أشارك فيها مع الأستاذين: أحمد بوشحيمة ورضا الجوادي ولم يكن قد انخرط في العمل السياسي...اجتمعنا وألفنا الدرس الأول تأليفا علميا وبيداغوجيا ووجهنا منه نسخا للوزارة للنظر...بعد أيام جاءتنا الموافقةً التي تعني قبول مشروعنا للمشاركة به في المناظرة ....وبعد شهور، وفي الأجل المعين قدمناه كاملا وقد أسقطنا من البرنامج حديثا في الهدي النبوي ثبت لدينا بالبحث العلمي أنه موضوع مكذوب، وفي تقديم الكتاب للوزارة نبهنا إلى ذلك كتابة ...بعد مدة تم الإعلان عن نتيجة المناظرة، فقد نجح مشروع غيرنا ولم يقبل مشروعنا، وتبين لنا أنه لم يصل إلى الوزارة غير مشروعين، وبما أن الإعلان عن المناظرة أشار إلى أن المشروع الأول المقبول يكافأ باثني عشر ألف دينار ويكافأ الثاني بأربعة آلاف دينار فقد منينا النفس بحقنا في الأربعة...انتظرناها فلما تأخرت ذكرنا بها وطالبنا ولكن بقي الطلب بلا جواب...لماذا؟ بحثنا فوجدنا من يقول لنا بأننا حرمنا من هذا الحق بتهمة توجه إسلامي....كان ذلك في عهد الوزير المرحوم محمد الشرفي....ولما خرج من الوزارة التقيت به وصارت بيننا صداقة أخبرته خبر الحق الضائع فأنكر أن يكون له علم بذلك....لست أدري هل كان يعلم أن مشروع الكتاب المقبول والذي تمتع مؤلفوه باثني عشر ألف دينار اشتمل على الحديث الموضوع المكذوب الذي رفضناه للأمانة العلمية أم لا؟ ...وكم في برامج وكتب التربية من أحاديث موضوعة سوف تكون موضوع حديثي يوم غد بحول الله...