…تروي كتب التاريخ قصة فتح سمرقند، وأنا للذكرى والعبرة وليأخذ المسلم قبل غير المسلم الدرس منها في عدل الإسلام وسماحته أرويها… …هذه القصة أوجزها فأقول….كان القائد الإسلامي قتيبة بن مسلم الباهلي يقود جيشا في عهد عمر بن عبد العزيز….ولما وصل إلى سمرقند دخلها فاتحا دون أن يدعو أهلها إلى الإسلام أو دفع الجزية، ثم يتركهم ثلاثة أيام ليتشاوروا ويختاروا…ولما علم أهل سمرقند أن قتيبة لم يعاملهم بما يجب عليه أن يعاملهم به، وجهوا من ينوبهم إلى عمر بن عبد العزيز يحمل ظلامتهم وصل من نابهم، وعرض قضيته على أمير المؤمنين الذي اشتهر بعدله، فكتب عمر رسالة يأمر فيها القائد قتيبة بتمكين أهل سمرقند من حقهم….وصلت الرسالة إلى قاضي المسلمين في سمرقند فعرف بها قتيبة وأمره بالتنفيذ… …ونفذ قتيبة بأن أمر جيشه بالخروج من سمرقند فخرج الجيش، وعرض قتيبة على أهل سمرقند ما يجب أن يعرضه عليهم، وترك لهم الخيار فاختاروا بعد ثلاث….ماذا اختاروا وقد رأوا من الإسلام عدله؟…اختار أغلبهم الدخول في الإسلام، ومازالت سمرقند مفخرة للإسلام بعلمائها.. أليس البخاري ابنها وجامع أكثر من ستة آلاف حديث صحيح من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟