مرّة أخرى يجد النجم الرياضي الساحلي نفسه مجبرا على التعاطي مع وضعية لم يخترها ولم ينتظرها حين أجّلت الامطار لقاءه بالشبيبة مساء الأحد الماضي وبقي الجميع في ثوب الاستعداد في انتظار موعد جديد لم يتحدد الى حد كتابة هذه الاسطر ليجد الكبيّر نفسه في مواجهة النادي الافريقي هذا المساء بعد أن كان التوجه سائرا الى الكواليس نحو تأخير هذه الجولة وفسح المجال لإعادة اللقاء المعلّق في القيروان. دانيلو في الموعد سيستعيد النجم الساحلي هذا المساء لاعبه البرازيلي دانيلو بيترولي الذي تغيّب عن لقاء القيروان بسبب حصده للانذار الثالث امام مستقبل ڤابس فمثلما تنص على ذلك القوانين المنظّمة لبطولتنا تدخل المباريات المتوقفة أو المعلّقة في احتساب العقوبة التأديبية المسلّطة على اللاعب وفي المقابل سيتجدد غياب دانيلو عن لقاء الشبيبة المعاد والذي لن يسمح فيه بالمشاركة لغير اللاعبين المسجّلين على ورقة المباراة المتوقفة. الهاجس الدفاعي أصبح الاداء الدفاعي للنجم الساحلي وما اتسم به من هشاشة نسبية منذ انطلاق مرحلة الاياب والى حد الزمن الذي انتهت عنده مباراة الشبيبة يمثل مادة ثرية للتفكير امام الاطار الفني المطالب بإيجاد السبل الكفيلة بتجاوز هذه العاهة التي من شأنها التأثير على توازن الفريق واستقراره في المرحلة الحاسمة من السباق نحو اللقب فالنجم قبل الى حدّ الآن وبانتظام في كل المباريات التي خاضها منذ انطلاق مرحلة الاياب أهدافا سهلة وفي بعض الأحيان ساذجة منها ما مرّ دون تأثير يذكر ومنها ما كان حاسما في حرمان ابناء الكبيّر من نقاط حاسمة على غرار هدف ايريك كاري كاري في مرمى المثلوثي والذي حسم اللقاء لفائدة الهمهاما في سوسة. هذه المعظلة التي بدأت في الحقيقة تظهر منذ الاصابة الخطيرة التي تلقّاها رضوان الفالحي ذات لقاء بالنادي البنزرتي في إطار الجولة العاشرة يوم 28 نوفمبر 2010 بدأت معدّلاتها تأخذ نسقا تصاعديا في المنحى السلبي فبعد أن اتسم اداء الخط الخلفي للنجم بالصلابة والاستقرار طيلة مرحلة الذهاب بقبوله ل9 أهداف فحسب أي لمعدل لا يتجاوز 0.69 هدف في كل لقاء انقلب الحال الى ما هو عليه الآن منذ انطلاق الفترة الثانية للبطولة فاهتزت شباك البلبولي في 6 مناسبات كاملة خلال 4 مباريات ونصف باعتبار الشوط الأول من لقاء الشبيبة أي بمعدل 1.3 هدف في كل مباراة وهي نسبة مرتفعة نوعا ما لفريق يضع اللقب في مرمى أهدافه.. ولعل بحث الاطار الفني للنجم في كل مباراة تقريبا عن التوليفة المثلى لمحور الخط الخلفي خاصة يؤكد وعي المنذر الكبيّر بهذه النقيصة التي لم يستطع مدرب النجم تلافيها رغم تجربته الثنائي غزال عبد النور في مباراة الترجي او اختيار عبد النور والبولعابي خلال لقاء نادي حمام الأنف أو حتى بإقحام تركيبة في كل شوط ولو اضطراريا خلال لقاء الاولمبي الباجي حيث قبل النجم هدفا عندما لعب غزال الى جانب عبد النور في المحور وقبل هدفا ثانيا بعد تعويض البولعابي لسيف غزال في الشوط الثاني وحتى التحوير الجذري الذي أدخله الكبيّر على دفاع النجم بمناسبة لقاء مستقبل ڤابس بالدفع بالسينغالي لمين دياتا الى جانب أيمن عبد النور لأول مرة واختيار حمزة جبنون على الجهة اليمنى وغازي عبد الرزاق ثم مصعب ساسي في سابقة أولى على الرواق الايسر لم يمنع النجم من تفادي قبول هدف أوروك في الدقيقة 61 مما يشرّع للقول في نظرنا بأن مشكل الفريق من الناحية الدفاعية إن صح اعتبار الامر إشكالا ليس فنيا بقدر ما هو حالة ذهنية ونفسية تنتاب دفاع النجم في أوقات وظروف معيّنة خلال المباراة ينقص فيها تركيز اللاعبين وليس أدل على ما نقول التوقيت والطريقة اللتان يستقبل بهما مرمى المثلوثي الاهداف في كل مناسبة فهدف الهلالي من كرة ثابتة في اللقاء الأخير امام الشبيبة جاء في الوقت البديل للشوط الأول دقيقتين فقط بعد مبادرة النجم بافتتاح النتيجة وهدف فخر الدين ڤلبي في باجة جاء بنفس الطريقة دقائق فقط بعد انطلاق المباراة وقس على ذلك الاهداف السهلة التي يقبلها الفريق بعد تقدمه المريح في النتيجة او عند اندفاعه لصنع الفارق. كلام واستفهام تابعنا مثلما تابع الجميع الهوامش والتصريحات التي عقبت تغطية مختلف المحطات التلفزية لمباراة النجم والشبيبة استمعنا الى آراء حكم المباراة عواز الطرابلسي ورئيس الشبيبة فاتح العلويني وتابعنا تعاليق رئيس فرع كرة القدم بالنجم شكري العميري ومساعد المدرب محمد المكشر واللاعبين سلامة القصداوي وأحمد العكايشي.. استمعنا الى كل هذه التصريحات وتابعنا ما حفّ بإيقاف هذه المباراة من تفاصيل وحيثيات ولكن ما لم نستسغه حقا ومثلما استهجنه الجميع التصريح النشاز الذي صدر عن قائد الشبيبة سيف الله المحجوبي الذي أكد فيه أن ايقاف المباراة ما كان ليتقرر لو كان النجم منتصرا في المباراة.. هو كلام كان طبعا خارج السياق ولو أن البعض من أنصار النجم يراه في صميم السياق لحملة منظمة من عدة أطراف تجمعها مصلحة واحدة وتستهدف مسيرة النجم من خلال ممارسة ضغط متواصل للتأثير على حياد اصحاب الزي الأسود. أحباء النجم الذين اتصلوا بنا أكدوا أنهم لا يستغربون مثل هذا الكلام من لاعب سبقت معاقبته من طرف الرابطة وحتى من طرف فريقه الترجي الرياضي عندما قام بحركة لا أخلاقية تجاه جمهور النجم في سوسة رغم انتصار الترجي يومها بهدف لصفر ولكنهم يتوجهون باللوم الى وسيلة الاعلام التي تمرر مثل هذه التصريحات التي لا تمت للواقع بصلة ولا يقبلها العقل السليم والتي لا مقصد من ورائها سوى إثارة نعرات نحن في أشد الغنى عنها..