لا شك ان الشعب التونسي مسلم منذ عصور ومنذ قرون ولا يجادل في هذه الحقيقة الثابتة الساطعة الا الكاذبون والأفاكون والمخدوعون والمخادعون والضالون والمضلون والجاهلون والمتجاهلون والناسون والمتناسون ولا شك ان التونسيين المسلمين يقرؤون منذ زمان كتاب الله المعروف عالميا بكتاب القران وبناء على هذا المنطلق وهذا الأساس فلماذا لا نسمع من في بلادنا من السياسيين ومن البرلمانيين يتذكرون ويذكرون ببعض الايات القرانية من حين الى حين؟ محاولين الاهتداء والهدي بهديها ما استطاعوا للخروج مما هم فيه من خلافات عميقة حيرت التونسيين وجعلتهم شبه تائهين وشبه يائسين من اصلاح اوضاع هذه البلاد التي اصبحت اوضاعا بائسة حزينة مخيفة لم تعشها البلاد التونسية منذ اعوام ومنذ سنين ...صحيح ان البلاد التونسية عرفت سابقا اوضاعا واحوالا صعبة عويصة سياسية واقتصادية واجتماعية ولكن لم تصل يوما في صعوبتها وخطورتها الى مثل ما نعيشه اليوم من احوال ومن اوضاع اذ اصبح التونسيون خائفين يوما بعد يوم من انهيار هذه البلاد وسقوطها فريسة في ايدي المفسدين المستهترين والخائنين والاوغاد الذين باعوا تونس للشياطين وهم يدعون الوطنية والدفاع عن استقلالها وكرامتها وحريتها بين بلدان العالم اجمعين فيا ليت هؤلاء التونسيين جميعا وخاصة منهم السياسيون وبالخصوص الذين نراهم ونسمعهم يتكلمون غي البرلمان وفي الاذاعات وفي التلفزيون يتذكرون ويذكرون بهذه الايات الحكيمة القرانية في خلافاتهم الكبيرة الخطيرة السياسية كقوله تعالى وهو اصدق القائلين واعلم بما ينفع التونسيين و ينفع جميع عباده المسلمين(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا ان الله مع الصابرين) فاذا كان سياسيونا مطالبين بتجنب النزاعات وتلافي الصراعات المؤدية حتما الى الفشل والوهن والخسران فان غيرهم من عامة الناس او عامة الشعب الذين اصيبوا جراء خلافات ساستهم بالعسر والضيق والتعب عليهم بالصبروبالانتظار ولا اظن ان لهم سبيلا اخر يريحهم بعض الشيء مما احاط بهم من التوتر والحيرة والضجر غيرالصبرو انتظار الفرج و الرحمة الربانية التي يؤكدها قوله تعالى الذي يجب ان يقراه المسلم ليلا نهارا جهرا وسرا(فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا) وليتهم يتذكرون ويذكرون ايضا قوله تعالى في كتابه المكنون المقروء والمحفوظ منذ قرون( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون) وهل نرى احزابنا وسياسيينا ونوابنا المنتخبين اليوم الا متفرقين ومختلفين ومختصمين ومتصارعين كل منهم بزعيمهم و بحزبهم وبجماعتهم وبانصارهم فرحون ومفتخرون)؟ وليتهم يتذكرون ايضا وجوب الاعتصام بحبل الله وهو بلا شك اشد واقوى وامتن الحبال ويحذرون الاعتصام بحبال غيره من ذوي الجهل والطمع والخيانة والغرور والضلالة والضلال الذين خدعوا وخدعوا وكذبوا وما صدقوا ناسين او متناسين قوله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وها نحن اليوم متفرقون مختصمون متباغضون متنافرون في كل مجال وفي كل شان فاشلون خاسرون...هذه مجموعة من الآيات القرانية اردت ان اسوقها وان اذكر بها سياسيينا برلمانيينا خاصة الذين تعبنا واحترنا وضجرنا من شانهم ومن وضعهم المحزن الخطيرالمخيف المتصف والموسوم بالصدام والشتم والبغضاء والتدابر والكراهية والتعنت والعناد فليتهم يقرؤون او يتذكرون قول فيلسوف السياسة على مر العصور ومؤرخ تونس وعلامتها المشهور عبد الرحمان ابن خلدون الذي نبه وحذر الساسة المتنطعين الغافلين الخائنين المغرورين والمخادعين المخدوعين وهم يحسبون انهم قمة واية في الذكاء والفطنة والنباهة واستنباط حيل وخطط المكر والزور فقال وردد كثيرا في خواتم فصول مقدمته السياسية قوله تعالى مستندا اليه في استخلاص عبر الدهور وحكم العصور(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) فهل سيهتدي سياسيونا وخاصة برلمانيونا يوما بنور الله وهل سييأسون من نهج ومن سبيل كل كاذب وكل ناعق يدعو الى نور غير نوره والى كل سبسيل سواه؟ فان كانوا في ريب وفي شك مما يقول فليقرؤوا مقدمة ابن خلدون الذي لا اظن ان فيهم من يدعي التفوق عليه والتبحر اكثر واعمق منه في السياسة وفي كل العلوم فان رفضوا وان عجزوا عن قراءة وفهم هذه المقدمة فما اجدرهم بترك عالم السياسة وتوديعها في اسرع حين حتى لا يهلكوا وحتى لا يهلك التونسيون على ايديهم وحتى لا يكونوا في مزبلة التاريخ كمن سبقوهم من الكاذبين ومن الخائنين ومن المخربين ومن المفسدين وما اكثرهم على مر الاعوام وعلى مر السنين ولا حول ولا قوة الا بالله رب العالمين