كان النجم الرياضي الساحلي مساء الاربعاء الماضي رغم انتصاره على النادي الافريقي في سوسة شبحا لنفسه وظلا للصورة التي عود بها انصاره وقدّم بالمناسبة آداء لايشبهه في شيء بل لايمكن ان يمثّل فريقا يطمح بقوّة للتواجد على أعلى مدرج فوق منصة التتويج في احتفالية نهاية الموسم... فريق المنذر الكبيّر قدّم اجمالا واحدة من أسوإ المقابلات التي أخرجها منذ سنوات من كل الزوايا وعلى جميع المستويات ولكن ومثلما تنكر له الحظ في سابق المواعيد وفي عدد من المناسبات وجد النجم هذه المرّة في الحظ حليفا قويّا مكّنه من حيث لم يشأ ولم يتوقّع من صنع واحد من أهمّ الانتصارات التي ستستحضرها حتما ذاكرة أحبائه في كل الأوقات لو قدّر طبعا للنجم أن يعتلي في نهاية الموسم منصّة التتويجات. لا أحد فهم ماذا حدث ولا أحد وجد تبريرا للطريقة التي انتهجها النجم خاصة في الشوط الثاني والتي انتجت فريقا رافضا للعب فاقدا للروح وكأن نتيجة المباراة لاتعنيه لا من قريب ولا حتى من بعيد، فريق تمترس في مناطقه الخلفية دون أن يحسن الدفاع عن مرماه فترك فراغات وفتح لمهاجمي الافريقي في قواعده الخلفية شوارع وممرات كشفت لهم مرمى البلبولي من كل الجهات فكان الشوط الثاني أشبه بحجة تطبيقية في حديقة القبائلي بين دفاع يحاول اكتساب حصانة مفقودة وهجوم يحاول القفز على نقائصه المعهودة بتكرار المحاولات... وتكثيف الحملات، حملات جابهتها المنظومة الدفاعية السواحلية بزخم من الأخطاء في التمركز والمحاصرة وبجملة من الهفوات الفردية والجماعية كان من أولى تبعاتها إقصاء ايمن عبد النور وما انجرّ عنه من زيادة في لخبطة الحسابات التكتيكية للمنذر الكبير، حسابات دفاعية وقائية بحتة كيّفتها الأسبقية الضئيلة التي تحققت في الشوط الأول بانجاز فردي يحسب للشباب لسعد الجزيري، ولم تتغير هذه الحسابات العقيمة حتى بعد عودة ابناء فوزي البنزرتي في النتيجة بهدف لخص الهشاشة الدفاعية لزملاء لامين دياتا رغم أسبقيتهم العددية التي لم تمنع وسام يحيى من التسديد في شباك البلبولي من خرم ثمانية أرجل كانت أمام الكرة... النجم بالغ اذن مساء الاربعاء الماضي وبدون مبرر في اعتماد الدفاع المكثف وبطريقة لم يعهدها جمهور أولمبي سوسة مما أفقد الفريق طابعه وهيبته وحتى توازنه فكان كل همّه منصبا على كسر الهجمات الافريقية بطريقة من لايملك تصورات فنية واضحة لكيفية التعامل مع الكرة عند امتلاكها الشيء الذي منح جرعة قوية من الثقة لابناء باب الجديد الذين كانوا قريبين في أكثر من مناسبة من إدراك مرمى البلبولي الذي لم يستطع بدوره نزع جلباب التواضع الذي ميز اداءه واداء جل اللاعبين فظهر عليه الاضطراب والتردد خاصة في التعاطي مع الكرات الثابتة... قد يكون التعلل بفقدان احد الأوتاد الأساسية في محور الدفاع منذ النصف ساعة الأولى من اللقاء سببا مقنعا لادخال بعض التعديلات الفنية ولكن ذلك لايمكن أن يكون مبررا لجعل الفريق يتراجع الى نصف ميدانه الى الحد الذي يصاب معه بشلل نصفي فني وتكتيكي افقد النجم كل مخالبه وجعل حارس الافريقي في راحة تامة ورهن أيضا مصير الفريق بانجاز فردي للمهاجم احمد العكايشي الذي أدرك شباك الافريقي في المناسبة الوحيدة التي واجه فيها الخياطي طيلة شوط كامل ليكون الانتصار الذي جاء من حين لم يتوقعه أحد ومن حيث لم يقتنع به أحد لأن الاداء الذي رافقه يهز بكل صراحة وبعنف من الصورة التي يريدها له أحباءه مهما كان اسم المنافس الذي يواجهه..