عَلمتُ شخصيا بِنَبإ وفاتها عبر نشرة أخبار المساء في القناة الوطنية الأولى.. لقد كنتُ أحتفظ لها رحمها الله منذ عهد بعيد ببعض الذكريات المحفورَة في الذاكرة، تعود إلى الفترة التي كانت تقيم فيها بأرض المَهْجر مع أبنائِها في التّسعينيّات من القرن الماضي؛ فقد سَعَتْ إلى تعليم بعض منهم في مدرستي؛ لكنّي رَفَضْتُ ذلك قَطْعِيًّا، لأنّ كابوس النّظام (السّابق) كان مُسلَطًا علينا جميعًا (نحن المهاجرين) ... ثم بعدها أهدَتْني – رحمها الله – كتابها في موضوع (المرأة)، فشكرتُها ودعوتُ لها بقَشع الأزمة، ورفْع المحنة.. حتى إذا اندلعتْ "الثورة"، وانطلقتْ رُخاء، دخلتْ أملًا منْها في تَقْديم خَدماتِها البارَّة للبلاد والعباد.. وأنا أحسب – والله أعلى وأعلم – أنها رحمها الله: قريبة الشَّبَه في صنيعها هذا – ولا أقول كلّ الشَّبَه – بالسيدة بَنَازِيرْ بُوتُو: تلك المرأة الشهيرة الفاخرة، في دنيا السياسة وعالَم الوزارة؛ وربما يحسب غيري، أنَّ هذا قياس مع الفارق، كما يقول علماء الأصول. وفي النهاية، فأنا لستُ من أهل السياسة في شيْء، حتى أخوض في التفاصيل، لكنّي كتبتُ عنْهنّ بشيءٍ قليل، إذْ ألَّفْتُ كتابًا مُعْتَبرا في سيرتهنّ بعنوان: (نُجُوم المسَاء في تراجِم النّساء) /ط.بيروت عام 2016. - إنا لله وإنا إليه راجعون -