بعد تعمد رئيس لجنة تنظيم الإدارة والقوات الحاملة للسلاح وعضو كتلة ائتلاف الكرامة بمجلس النوّاب يسري الدالي اليوم الأربعاء منع الصحفيّين من مواكبة أشغال اللجنة المخصصة للاستماع إلى الوزيرة المكلفة بالوظيفة العمومية حسناء بن سليمان عبّرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن تنديدها بشدّة بتواصل الاعتداءات المسلطة على الصحفيين البرلمانيين من قبل كتلة ائتلاف الكرامة، وأشارت إلى أنه فور محاولة الصحفية بقناة "التاسعة" رحاب حوات دخول قاعة الجلسة، عمل رئيس اللجنة على منعها من الدخول، وقد حاول مقايضتها مقابل السماح لها بالتصوير بأخذ تصريح منه حول أشغال اللجنة. كما عمل رئيس اللجنة على اتخاذ قرار فردي بمنع الصحفيين من حضور الجلسة متعللا بالإجراءات الصحية، رغم عدم ورود أي نقطة متعلقة بحضور الصحفيين في جلسات اللجان ضمن الإجراءات الاستثنائية لأشغال المجلس. وأكد الدالي للصحفيين أنه له وحده تقدير قبول حضور الصحفيين والمجتمع المدني من عدمه. واستنكرت النقابة الاعتداءات المتتالية على الصحفيين من قبل عدد من نواب الشعب معتبرة هذه الممارسات مؤشرا خطيرا لتراجع منسوب الحريات الصحفية في مجلس نواب الشعب. وطالبت النقابة رئاسة مجلس نواب الشعب باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمحاسبة المعتدين على الصحفيين وضمان عدم العود في الاعتداءات المسلطة عليهم من قبل نواب الشعب. كما دعت النّقابة كافة النواب إلى مناصرة حق الصحفيين في الحصول على المعلومة وتحقيق الضمانات الكفيلة لقيامهم بعملهم. النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عبرت كذلك عن خشيتها أن يكون تواصل صمت رئاسة المجلس عن الاعتداءات، رغم المراسلات المتكررة لها، موافقة ضمنية على استهداف الصحفيين وهو ما يمكن أن ينسف جوهر حرية التعبير والصحافة. وذكرت نقابة الصحفيين أن عمل الصحفيين داخل البرلمان كان ولازال ضمانة لأسس البناء الديمقراطي والمشاركة الشعبية الفعلية في النقاش في المسائل التشريعية وفي الرقابة على أعمال مجلس نواب الشعب. كما دعت كل الفاعلين السياسيين والمدنيين إلى دعم حرية العمل الصحفي ومناصرته ضمانا لتواصل المسار الديمقراطي وتأسيسا لقيم الحرية.