الرحلة الجزائرية الاصدار الجديد للكاتب محمود حرشاني    الحماية المدنية: ''احذروا الصدمة الحرارية كي تعوموا.. خطر كبير ينجم يسبب فقدان الوعي والغرق''    إذا ولدك ولا بنتك في ''السيزيام'' جاب 14/20.. ينجم يدخل للنموذجي؟ شوف الإجابة!    الشاب مامي يرجع لمهرجان الحمامات.. والحكاية عملت برشة ضجة!    قبلي: نجاح أوّل عمليّة جراحية دقيقة على العمود الفقري بالمستشفى الجهوي    القصرين: حجز 650 كلغ من السكر المدعّم بسبيطلة وتفعيل الإجراءات القانونية ضد المخالف    مقترح قانون للترفيع في العقوبات الخاصة بهذه الجرائم وتشديد درجات الردع..#خبر_عاجل    "حماس": نناقش مع الفصائل الفلسطينية مقترح وقف إطلاق النار    فرنسا: إضراب مراقبي الحركة الجوية يتسبب في إلغاء آلاف الرحلات    جريمة اقتلاع عيني الزوجة في القيروان... شقيق الزوج يكشف رواية مغايرة    في قضية ذات صبغة إرهابية: محاكمة الرئيس السابق للنقابة الوطنية لإطارات وأعوان العدلية حطاب بن عثمان وتأجيل النظر إلى أكتوبر    مروع: يقتل ابنه ضربا وصعقا بالكهرباء…!    مقترح قانون لحماية المصطافين وضمان سلامة السباحة في الشواطئ والفضاءات المائية    المرصد الوطني للفلاحة: نسبة امتلاء السدود تبلغ 37.2 %    عاجل: تحذيرات من حشرة منتشرة على الشريط الحدودي بين الجزائر و تونس..وهذه التفاصيل..    الحماية المدنية: إطفاء 140 حريقا خلال ال 24 ساعة الماضية    البطولة العربية لكرة السلة سيدات: المنتخب الوطني يفوز على نظيره الجزائري    الرابطة الأولى: "أشرف بن ضياف" رابع إنتدابات الترجي الجرجيسي    الحرس الوطني يُطيح بمنفّذي عملية ''نَطرَ''وسط العاصمة في وقت قياسي    هل السباحة ممكنة اليوم ونهاية الأسبوع ؟..وما حقيقة الزلازل في البحر المتوسط!..    الدورة التاسعة للتوجيه الجامعي 'وجهني' يوم 14 جويلية الجاري بالمركب الجامعي المرازقة بولاية نابل    إيران تعيد فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الداخلية والخارجية والترانزيت..#خبر_عاجل    نحو اقرار تخفيضات في المطاعم السياحية للتوانسة وولاد البلاد...تعرف على التفاصيل    فضله عظيم وأجره كبير... اكتشف سر صيام تاسوعاء 2025!"    قمة نار في مونديال الأندية: كلاسيكو، ديربي، ومفاجآت تستنى!    رد بالك تغلط وتخلي الشبابك ''محلول'' في هذا الوقت ... الصيف هذا ما يرحمش!    هل'' الميكرووند'' قنبلة صامتة في مطبخك؟ إليك الحقيقة التي لا يخبرك بها أحد!    تحب الماكلة الكلها هريسة؟ صحّح المعلومة قبل ما تمرض    جريمة مروعة: شاب ينهي حياة زوجته الحامل طعنا بالسكين..!!    بداية من 6 جويلية 2025: شركة نقل تونس تخصص 10 حافلات خاصة بالشواطئ    عاجل/ هذا ما تقرر بخصوص اضراب الأطباء الشبان..وهذه التفاصيل..    أفضل أدعية وأذكار يوم عاشوراء 1447-2025    نيس الفرنسي يضم حارس المرمى السنغالي ديوف لمدة خمس سنوات    .. الجزائري بلايلي يستفز الفرنسيين بعد حادثة الطائرة    شنوة صار في مفاوضات الزيادة في القطاع الخاص.. الاتحاد يوضح    طقس اليوم: الحرارة في تراجع طفيف    المنستير: الاتحاد الجهوي للفلاحة يطالب بمد فلاحي المناطق السقوية العمومية بالجهة بكمية 500 ألف م3 من المياه للانطلاق في الموسم الفلاحي 2025-2026    تشريعات جديدة لتنظيم التجارة الإلكترونية في تونس: دعوات لتقليص الجانب الردعي وتكريس آليات التحفيز    لقاء تشاوري بين مجموعة التعاون البرلماني مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وإطارات من وزارة الخارجية    روسيا تشن هجوما جويا غير مسبوق على أوكرانيا    هولندا تُشدد قوانين اللجوء: البرلمان يقر تشريعات مثيرة للجدل بدفع من حزب فيلدرز    اتصلوا بكل احترام ليطلبوا الإذن.. ترامب: سمحت للإيرانيين بإطلاق 14 صاروخا علينا    رسميا.. ليفربول يتخذ أول إجراء بعد مقتل نجمه ديوغو جوتا    المانيا.. سباحون يواجهون "وحش البحيرة" بعد تجدد الهجمات    عاجل: وزارة الصحة تدعو المقيمين في الطب لاختيار مراكز التربص حسب هذه الرزنامة... التفاصيل    فضيحة السوق السوداء في مهرجان الحمامات: تذاكر تتجاوز مليون ونصف والدولة مطالبة بالتحرك    النجمة أصالة تطرح ألبوما جديدا... وهذا ما قالته    صيف المبدعين...الكاتبة فوزية البوبكري.. في التّاسعة كتبت رسائل أمي الغاضبة    تاريخ الخيانات السياسية (4)...غدر بني قريظة بالنّبي الكريم    نصيحة طبية غيرت طريق اللاعب ديوغو جوتا.. ثم كانت نهايته    المنستير: برمجة 11 مهرجانًا و3 تظاهرات فنية خلال صيف 2025    عمرو دياب يفتتح ألبومه بصوت ابنته جانا    منوبة: تقدّم موسم الحصاد بنسبة 81% وتجميع قرابة 320 قنطارا    لطيفة العرفاوي تعلن:"قلبي ارتاح"... ألبوم جديد من القلب إلى القلب    تنظيم سهرة فلكية بعنوان 'نظرة على الكون' بقصر اولاد بوبكر بمنطقة البئر الاحمر بولاية تطاوين    مرتضى فتيتي يطرح "ماعلاباليش" ويتصدّر "يوتيوب" في اقلّ من 24 ساعة    "فضيحة": لحوم ملوثة تتسبب في وفاة طفل وإصابة 29 شخصا..#خبر_عاجل    3 حاجات لازم تخليهم سرّ عندك...مش كلّ شيء يتقال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نوفل سلامة يكتب لكم: الإعلام ولعبة إرباك الوضع العام ؟
نشر في الصريح يوم 04 - 02 - 2021

لا أحد اليوم يختلف حول صعوبة المرحلة التي وصلنا إليها ولا أحد يقلل من خطورة الحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تهددنا كما لا أحد ينكر التردي في الأداء السياسي الذي تعاني منه الدولة و ليس هناك اليوم من يرى أن البلاد في أفضل أحوالها بل على العكس من ذلك…
هناك تقريبا شبه إجماع على أننا نعيش أزمة عميقة متعددة الأبعاد وأن الحال قد وصل بنا إلى الحد الذي دخلنا فيه إلى نفق مظلم ومنعرج خطير ملامحه الكبرى إلى جانب الأزمات المعروفة ملمح الصراع على الحكم بين مؤسسات الدولة وصراع آخر بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الحكومة وهو صراع مآلاته خطيرة في ظل توازن القوى بين المتخاصمين فلا الرئاسة بكل ما تمثله مع الرئيس قيس سعيد قادرة على حسم معركتها مع منظومة الحكم وكل ما يقدر عليه الرئيس هو مزيد من تعفين الحالة السياسية من خلال معارضته الدائمة وكذلك المنظومة القائمة الممثلة أساسا في مؤسسة الحكومة ومؤسسة البرلمان ومنظومة الاحزاب غير قادرة على حسم خلافها مع الرئيس قيس سعيد الذي يعاديها منذ اليوم الأول لوصوله إلى قصر قرطاج مما يجعل الوضع العام بالبلاد يطغى عليه التوتر ولا يساعد على ممارسة الحكم في وضع مريح وهادئ كالذي كان يتمتع به وزراء الرئيس السابق بن علي.
وأمام هذا المأزق السياسي الذي تعيش على وقعه البلاد منذ انتخابات 2019 يطرح السؤال حول دور الإعلام في تعاطيه مع أزمة الحكم هذه ؟ وهل كان أداؤه إيجابيا من أجل تنقية الوضع أم أنه استغل الحالة الرديئة ليزيد من تعفين الوضع وليختار التموقع الذي يناسبه من وراء صراع مؤسسات الدولة ؟
وهل ساعد الإعلام الشعب في التخفيف عنه من أزماته النفسية و إنارته بما يجري من دون تحيز وبتوخي معيار الموضوعية والنزاهة أم أن الإعلام قد واصل في استراتيجياته القديمة القائمة على التلاعب بالعقول وتوجيه الرأي العام و صناعة جمهور في اتجاه معين خدمة لأجندة ايديولوجية قد تكون معلنة وقد تكون مخفية وقد تكون لصالح جهات محددة في نطاق ما يعرف بتوظيف الإعلام في السياسة.
سوف نختار ثلاثة محاور كبرى مثلت الحدث البارز في الآونة الأخيرة وأثرت على السلوك السياسي وكانت مساهمة بقوة في مزيد تدهور الوضع العام لنقف من خلالها على حقيقة أن جزء من الإعلام لم يكن يساعد على الوصول إلى حلول لمشاكل البلاد بقدر ما كان خطابه وأداؤه موجهين ومختارين ومقصودين في اتجاه تغليب صورة إعلامية على أخرى نتيجتها هرسلة المواطن والتلاعب به وحشره في زاوية نظر دون غيرها للوصول إلى صناعة رأي عام بذهنية معنية من ناحية والمساهمة مع الفاعلين السياسيين في خلق حالة من الارباك الفكري والنفسي لتزيد من حالة العجز عن الخروج من النفق والأزمة.
المحور الأول هو قضية رفض رئيس الجمهورية دعوة الوزراء الجدد الذين زكاهم مجلس نواب الشعب لأداء اليمين الدستورية أمامه لمباشرة مهامهم في إجراء دستوري عادي محمول عليه. فكيف تعامل الإعلام مع هذا المشكل ؟ ما لاحظناه أن جانبا من الإعلام المرئي وكذا السمعي والمكتوب قد زاد من تأزم الوضع حينما لم يقدم المعطيات الأكثر معقولية وعلمية والتي مال إليها أكثر أساتذة القانون الدستوري حينما اعتبروا أن صلاحيات رئيس الجمهورية في موضوع أداء اليمين هي مقيدة دستوريا وغير قابلة للاجتهاد أو التأويل وأن قيس سعيد غير مخير في رفض أو قبول أداء اليمين الدستورية وأن رفضه قبول الوزراء الجدد لأداء اليمين أمامه هو إجراء مخالف للدستور. ولكن كيف قدم الإعلام هذا الموقف؟
في الحقيقة فإن جانبا من الاعلام حاول إخفاء هذا الموقف الدستوري القوي وإظهاره على أنه رأي من بين الآراء في اعتقاد من أصحاب بعض المؤسسات الاعلامية أن الانتصار لهذا الرأي الدستوري الداعم لحمل الرئيس على قبول الوزراء الجدد هو مساندة للحكومة وللحزام السياسي الذي حولها وبما أن هذه المؤسسات الاعلامية لها موقف سلبي من الائتلاف الحكومي لأسباب ايديولوجية فقد تم تهميش هذا الرأي الذي من شأنه أن ينهي الأزمة .
المحور الثاني هو ما أصبح يعرف في أوساط الشارع التونسي ولدى المتابعين بلغز الظرف المسموم أو كذبة وإشاعة الظرف الذي وجه إلى رئاسة الجمهورية من طرف مجهول ويحتوي على مادة سامة كان يستهدف حياة رئيس الجمهورية قد اتضح بعد تحليل الظرف المشبوه من طرف الجهاز المختص بوزارة الداخلية أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد إشاعة وكذبة لا أساس لها من الصحة . فكيف قدم الإعلام هذه القضية الخطيرة ؟ وكيف تعامل مع خبر محاولة اغتيال رئيس الجمهورية بواسطة ظرف مسموم كاذب ؟ ما تمت ملاحظته أن جانبا من الإعلام غيب موضوع الايهام بجريمة وأخفى موضوع الإدعاء بالباطل وموضوع إرباك الوضع العام من خلال نشر خبر كاذب لا أساس له من الصحة يمس من أمن وسلامة الرئيس وتعامل مع هذه القضية الخطيرة بكل برود وحاول إلهاء الجمهور بقضايا أخرى جانبية حتى لا توجه الأضواء إلى مديرة ديوان الرئاسة التي وجهت إليها أصابع الاتهام بصناعة هذه الاشاعة وإخراجها إلى العموم والحال أن موضوع الظرف المسموم موضوع خطير للغاية يمس من أمن البلاد وسلامة الشخصية الأولى في الدولة وكالعادة فإن جانبا من الاعلام لحسابات أيديولوجية ضيقة تعمد تجاهل الفضيحة وخير إلهاء الناس بمواضيع أخرى.
المحور الثالث يتعلق بما يحصل تحت قبة البرلمان من ترذيل لعمل البرلمان وتشويش متعمد على السير العادي لعمله من قبل كتلة الدستوري الحر وما تقوم به زعيمته يوميا من تعطيل وقطع متواصل لسير الجلسات في استراتيجية تتبعها منذ أن حلت نائبة به لإضعافه وتقديم صورة سيئة عن النواب عند الشعب…
فكيف تعامل الإعلام مع ما تقوم به كتلة الدستوري من أعمال بلطجة واستقواء؟ ما وقفنا عليه من خلال متابعة الخطاب والأداء الإعلامي مع ما تقوم به زعيمة الدستوري الحر داخل المجلس هو أن جانبا من الإعلام متساهل ومتهاون مع تصرفات كتلة هذا الحزب ويتعامل مع ما يحصل من أحداث داخل قبة البرلمان بكثير من البرود ودون إدانة قوية ولا تحميل المسؤولية لهذا الطرف فيما آل إليه حال السلطة التشريعية بسبب تصرفاتها على عكس ما يقوم به مع أطراف حزبية أخرى والواضح أن بعض المؤسسات الاعلامية يعجبها ما يحصل من فوضى وتهور واستهتار لتوظيفه إعلاميا لصالح جهات سياسية تتموقع معها ايديولوجيا في معركتها القديمة مع بعض الأحزاب الموجودة اليوم في حزام الائتلاف الحاكم مما يجعل هذا الإعلام المسموع والمرئي والمقروء لم يساعد المرحلة الانتقالية ولم يساهم في الارتقاء بالسلوك السياسي للفاعلين السياسيين بل ساهم في زيادة كره الناس للسياسة والسياسيين وكرهم الثورة وكل ما جلبته معها بفضل خطاب اعلامي وأداء اعلامي لا ينتصر للثورة ولا يشهر بمن يعمل على إفشالها ولا يحمل المسؤولية للإطراف والجهات التي تتسبب يوميا في تعكير الأجواء وتعطيل كل تقدم نحو تحقيق أهداف الثورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.