اجدادنا واباؤنا رحمهم الله تركوا لنا بحرا كبيرا وزادا كثيرا من الحكم العظيمة في كل باب وفي كل اتجاه التي تهدي و تقود الى الصواب كل من احتار وكل من ضل وكل من تاه ومن هذه الحكم رحمنا ورحمكم وهدانا وهداكم الله الذي لا الاه ولا رب ولا معبود سواه في كل واد وفي كل شعب قولهم (كلمة في الوجه ولا غصة في القلب) مذكرين و ناصحين ومتوجهين به الى أولائك الذين يتحرجون ويخشون مصارحة غيرهم بالحقيقة ومفضلين عليها الكتمان في امور كثيرة مصيرية قد يكون في كتمانها نتائج وعواقب وخيمة كارثية ... ولقد تذكرت هذه الحكمة لما قرات فعلمت ان رئيس البلاد التونسية قيس سعيد قد قال (اعلم علم اليقين ما يحصل من دعوة بعض ممثلي الدول الأجنبية للاستنجاد بها) دون ان يكشف عن الأطراف او الشخصيات التي تحاول الاستنجاد بهذه الدول الأجنبية (انظر الصريح ليوم10/2/2021) لقد كنت ارجو واصبحت اليوم اتمنى لو ان رئيس دولتنا الموقر وضامن استقلالنا وحريتنا ورأس سياستنا قد عمل بتلك الحكمة المذكورة اعلاه واعلم الشعب الغافل المضطرب الحيران في كلمته دون كثرة تلميح او إسراف في تغطية او تطويل في لف او تشعب في دوران بهؤلاء الخائنين المعروفين عنده المستنجدين بالدول الأجنبية، والذين يريدون ان يبيعوا وان يرهنوا البلاد التونسية باليقين وبالتاكيد الى غاز والى مستعمر والى مغتصب قديم او جديد ولا شك ان رئيس دولتنا وضامن استقلالنا وكرامتنا وعزتنا يعلم علم اليقين ايضا وهو الأديب الكيس الأريب ان طول السكوت واستمرار التلميح وتواصل الاسراف في الكتمان لم يعد مفيدا ولا نافعا ولا مجديا ولا ذا حكمة اذا كان المراد به حقا وفعلا اصلاح احوال هذه البلاد التائهة المضطربة والتي اصبح حالها اليوم بلا شك ولا جدال شبيها بحال المرجل الذي يغلي ويفيض تمام الفيضان واقصى درجات الغليان... فهل سيأتي يوم قريب غير بعيد يعلن فيه رئيس دولتنا وضامن سلامتنا وحامي ثورتنا قيس سعيد بالأسماء وبالحجج عن هؤلاء الخونة الذين سمعناه يشير ويلمح اليهم منذ زمن ليس بالقصير حتى يعرف وحتى يميز شعبنا التائه المضطرب الحيران بين من هم صادقون في حماية استقلاله وضمان عزته وكرامته وبين من يتاجرون بمصالحه وثورته بين البلدان ويزعمون في كل حين وفي كل آن وفي كل مجلس وفي كل مقام انهم وطنيون احرار صادقون من طينة الملائكة البررة الكرام ولا علاقة لهم لا بالخيانة ولا بالشر ولا بمكائد ولا بمزالق الشيطان راس الفتن والداعي الى كل ابواب وانواع واشكال والوان الحرام... ومهما يكن من امر ومهما يكن من حال فليس لنا في هذا الوضع الغريب العجيب المضطرب الغامض المؤلم المشين المريب الا ان ندعو الله تعالى السميع العليم القوي المتين المجيب القريب ان يحفظ بلادنا من الاعيب ومن اكاذيب ومن مكائد الخائنين وان يجعل كيدهم في نحورهم وفي صدورهم اجمعين و ان يخرجنا من حبالهم ومن مصائدهم ومن فخاخهم سالمين غانمين وان نذكرهم ايضا بما جاء في كتاب الله العظيم المكنون الذي يقول للشيء كن فيكون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) وبقوله المنزل هدى ورحمة وذكرى للعالمين (وان الله لا يهدي كيد الخائنين)...