طيلة سنوات كان تمام التونسي من أشرس نقاد الفن والتلفزة في جريدة الصريح...كان زميلا شبحا لا أراه ولا أعرفه...الجميع يبحث عنه لمحاسبته على كتاباته القاسية...يوميا يتصل الفنانون والمنشطون ويأتي بعضهم إلى مقر الصريح بحثا عن تمام...والمرحوم نجيب الخطاب أحدهم فقد أوجعه تمام أكثر من مرة...كان تمام يكتب بالسكين وليس بالقلم ولكنه لا يجرح...وكان نقده قاسيا دون تجريح ومؤلما دون تجني...وتميز بأسلوب جميل جدا يتذكره كل المغرمين بالصريح في تلك الفترة...ولكن لا أحد رآه ولا أحد قابله ولا أحد تحدث معه...وقليلون يعرفون من هو تمام التونسي...وظل سرا يعرفه قليلون حتى توفي اليوم رحمه الله...!! تمام التونسي هو الإسم الوهمي المستعار الذي كان الشاعر الكبير الحبيب الهمامي...يمضي به مقالاته الجريئة المزعجة...ولكن كانت له كتابات أخرى باسمه الحقيقي...وشخصيا عرفت ذلك بعد مدة ولم أقله الا الآن بعد وفاته...فقد كان الرجل مهددا بالقضايا والاعتداءات والانتقام طيلة فترة كتابته في الصريح...ولكنه مهدد بالحب أيضا فقد كانت إحدى معجباته تقضي الساعات أمام الصريح لتراه...وصدمني اليوم خبر وفاته رحمه الله وتعازينا الى أهله...!! لقد كان بصمة من بصمات جريدة الصريح...التي تشرفت بالكتابة فيها في بداياتي مع أقلام كبيرة...منها المرحوم الدكتور محمد صالح الجابري...والكاتب الكبير الطاهر الفازع...والكاتب الكبير مصطفى عطية وغيرهم من أساتذتي في الكتابة...وعلى رأسهم الصحفي الكبير ومعلمي الاستاذ صالح الحاجة...كان زمنا جميلا...!