فمة ناس علمونا وعندهم فضل على مستقبلنا...وربما ساهموا في تغيير حياتنا...من غير ما يعرفونا ونقابلوهم ونحكيو معاهم...أنا ضعيف أمام هؤلاء وأعترف بفضلهم علي بكل الوسائل...مثلا الصحفيين والكتاب الكبار اللي كنت نقرالهم برشة وأنا صغير...خاصة في الجرائد والمجلات...نقرالهم بشغف ومتعة ولهفة وديمومة...تعلمت منهم الأسلوب والطريزة بالكلمات والبلاغة...وكانوا الملهم والحافز والشاحن...من غير ما نقابلهم ونحكي معاهم...! لذلك عندما يحزنني توقف جريدة عريقة عن الصدور لا تستغربوا ذلك...أنا من جيل يبكيه ويحزنه ذلك...وقد أبكاني توقف جريدة الصريح عن الصدور وأنا موقوف ورغم وضعي...بكيتها لأنها كانت مدرستي وبيتي وجزء غاليا من عمري وذاكرتي...وكتبت فيها وأنا صغير الى جانب الكبار مثل الطاهر الفازع ومصطفى عطية والمرحوم محمد صالح الجابري وغيرهم...وعلى رأسهم طبعا أبي الروحي ومعلمي الاستاذ صالح الحاجة...! ولذلك يحزنني اليوم توقف جريدة البيان...التي كانت فيها أقلام كبيرة علمتني وألهمتني وغيرت مساري...عندما كنت أقرأ لها منذ صغري وأنا تلميذ...إنه زمننا الجميل...زمن الجريدة والراي أونو والمجلات وبال وسيباستيان وكل تلك التفاصيل التي صنعتنا...لذلك يحزننا رحيل رموز تشكل ذاكرتنا...فاعذروني !