خطاب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين ناتنياهو أمس أمام الكونغرس الامريكي استفزّني الى أبعد الحدود.. تماما مثلما استفزّني اعضاء الكونغرس الذين بالغوا في التصفيق لصديقهم الاسرائيلي وقوفا وجلوسا حتى كانوا مثل الدمى في سلوكهم يقفون ويجلسون وهم يصفّقون إكبارا لهذا المجرم وكلماته التي حاول من خلالها أن يظهر بمظهر الحمل الوديع وأن يستدرّ عطفهم وشفقتهم من خلال التموقع في موقع الضحية.. أظهر اسرائيل في الشرق الاوسط كما لو كانت الديمقراطية الوحيدة في المنطقة متناسيا ما تفعله هذه الديمقراطية المزعومة بالفلسطينيين يوميا والذين يحرمون من أبسط الحقوق.. وادعى أنه يرحّب بالثورات الحاصلة في المنطقة والحال أن الصهاينة من أكبر المتأسفين على «مبارك» ورحيله.. زعم أنه رجل سلام وأنه يأمل قيام دولتين اسرائيلية وفلسطينية وسيكون أول المرحّبين بالدولة الفلسطينية في الاممالمتحدة ولكن دعا الى الانشقاق والفتنة بين فتح وحماس.. والى أن ترسم اسرائيل الحدود كما تشاء والى غياب القدس عن المفاوضات وكذلك الى أن تكون فلسطين دولة بلا سلاح ولا تتحكّم في حدودها ولم ينس ناتنياهو ان يحرّض على ايران والتكنولوجيا النووية التي تسعى الى امتلاكها.. كان طوال خطابه يقدّم نفسه ملاكا ورجل سلام ويملأ خطابه في ثناياه وبين سطوره بالحقد والكراهية وكان الحمقى يصفّقون ويصفّقون..