دخلت الى صيدلية وسألت الصيدلي: من فضلك أريد حبوبا لتخفيض الديمقراطية في الدم، فأنا ديمقراطي الى درجة لا تحتمل حتى أنني في نظر البعض من المبذرين، أبذر في الاستماع الى الآخرين، ومحاورة من يخالفني الرأي، وأحييه، وبعد أن يخالفني اتركه يعود الى قواعده سالما، قال لي الصيدلي لا وجود لهذه الحبوب، قلت: دعنا من هذا هل لك أقراص تشفي من الشفافية ففي كل حديث، وكل مقال، وكل مشهد يحكي عن المستقبل يحشرون هذه الكلمة حتى مرضت بها فعجّل بأقراص تشفيني، فقدّر لي علبة وقال: تناول حبّة على الخواء، وسوف تشفي بعد اسبوع قلت: كيف أعرف أني شفيت، قال: تصبح محصنا فإذا ذكرت كلمة شفافية لا يلتقطها سمعك، تتحول بالنسبة اليك الى فراغ. شكرته، ثم سألته من جديد: أنت صرفت، صرفت هل لك دواء يحميني من جبروت الذين ركبوا على الثورة أشار اليّ بالاقتراب ثم همس: لي عشبة اعطيها لمن اعرفهم ضعها في لتر واحد من الماء واتركها تغلي عشر دقائق واتركها تبرد ثم صفّها واشرب ماءها، بعدها لن يؤثر فيك كلام من ركبوا على الثورة، وستكون قادرا على معرفتهم بسهولة، هذه العشبة هي الحصن الذي يصونك من أعمالهم وأقوالهم وأعطاني قرطاسا فدفعت له ما طلب من مال، وغادرت.