كتب إلينا أحد أوفياء صحيفتنا رسالة يتحدث فيها عن لجان حماية الثورة التي تنتخب نفسها بنفسها، وتحدد برامجها بما يتلاءم مع مصالحها الشخصية، والغريب أنها تجد أبواب المسؤولين مفتوحة في وجهها وهي لا تمثل إلا نفسها... وأشار قارؤنا الوفي إلى أن أغلب هذه اللجان يتكون أعضاؤها من خريجي السجون وتحديدا من الإسلاميين، جعلوا من سنوات سجنهم مطية للبحث عن موطىء قدم في عهد الثورة "المجيد"... يرى قارؤنا أن الحكومة هي السبب في بروز هذه النماذج لأنها أقدمت على حل "الشعب" الدستورية، و"العمد" لتترك البلد في الفراغ، ولم تحدد قانونا للجان المتكونة تلقائيا تحت غطاء "حماية الثورة" وأتاحت الفرصة لكل من "هب" و"دب" ليرتع في "أرض الله" التي ضاقت بهم كثيرا... كتب على الكثير منا أن يكونوا في العتمة في جميع المراحل... فهؤلاء لم يكونوا من "حراس المعبد" في عهد "بن علي" وفضلوا الصمت على طفيليات "الحديقة "السرية" للجنرال الفار، وكابروا حتى لا ينخرطوا في جوقة المنشدين، المسبحين بحمد ابن تونس البار، فلم "يكرمهم" السابع من نوفمبر المبارك، وظلوا في مفترق الطرق ينازلون من أجل "ترقية" مستحقة مؤجلة... وعندما انتفض شبابنا على الظلم، وثار حفظا لكرامته، وفر بن علي في سيناريو غير معروف حتى الآن، ظهر المناضلون الجدد من خريجي السجون، وبعض الشرفاء منهم التزموا الصمت، فيما تصدر آخرون صفحة حياتنا اليومية، يرفعون في وجوهنا سنوات سجنهم وكأنهم وحدهم دفعوا ثمن تعنت العصا الغليظة لبن علي... ووحدهم يعرفون أننا جميعا كنا داخل سجن واحد كبير... وما أشد قسوة السجن عندما يكون وطنا، وما أمره عندما يكون السجان رجلا آمنا يوما أنه الأنسب لرعاية أبناء الوطن الواحد... تمر تونس بكل مراحلها، وتبقى الأغلبية الصامتة هي كبش فداء كل المراحل، هي الأغلبية المنسية التي لا يحق لها أن ترفع صوتها وتقول كلمتها بين الممسكين بتلابيب الكلام... والكلام أيضا صنعة يجيدها المتحفزون دائما وأبدا للالتفاف على جميع الفرص... _ _ _ _ _ __ _ _ الصديق عمار العسيلي: وصلتني رسالتك وأسعدتني، وأنا دائما أتحرق لمعرفة أخبارك وجديدك... أهنئك بالحرية التي دفعت ثمنها وأتمنى أن تخفت هواجسك أعتذر صديقي على عدم الرد على اتصالاتك الهاتفية بسبب بعض الالتزامات ولكن لاشك في أنني أفض رسائلك وإرسالياتك بالكثير من الامتنان لهذه الصداقة التي أعتز بها... دمت وفيا لنا... _ الصديق الميداني العماري: أشكرك كثيرا على رسالتك وعلى عتابك وأعتذر على الخطئين، وأعدك بأن أعمل على ألا أقترف ما يسيء للغة الضاد... أشكرك جدا على وفائك صديقي وثق أنني أعتز كثيرا بكل رسالة تصلني منك، فلا تتردد في الكتابة لنا