بعض الصحف ووكالات الأنباء تحدثت عن وساطة بين المجلس الانتقالي الليبي و«إسرائيل» عن طريق الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي لن أطيل في هذا الأمر فقد يكون الأمر صحيحا وقد يكون غير صحيح لكن ما هو مؤكد وصحيح هو أن ليفي جعل من بنغازي دار مقام وصار يزورها باستمرار ليدعم الثوار. إلى هذا الحد فالأمر طبيعي فكل فيلسوف يجب أن يساند الشعوب ويقف معها في سعيها للحرية لكن لو علمنا من هو برنار هنري ليفي ألا يكون الأمر مقلقا بل ومحل شك وريبة. كلنا يعلم مواقف هذا الرجل من المقاومة في فلسطين ولبنان ويعرف موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة وقبلها لبنان والأكثر من كل هذا مواقفه من إسرائيل. هذا الفيلسوف كرّس فلسفته وعلاقاته الكبيرة في فرنسا لشيء واحد وهو حب إسرائيل وتجميل صورتها وتقديمها للغرب كواحة للديمقراطية والحرية والأمان وأن من يحيطون بها هم أعداء للحرية والديمقراطية والعالم المتحضر وفجأة نجد ليفي وبقدرة قادر يتحول إلى ناصر للقضايا العربية أو الشعوب العربية وقد كان من قبل ينعتهم بأدنى الصفات. هذا الأمر كان مكشوفا للمعارضة السورية التي طردته. نعم طردته، ورفضت وجوده بينها وقالت لا بشرفنا أن يكون معنا مثل هذا الشخص يدافع عن مطالبنا وقضايانا لكن للأسف نجد المجلس الانتقالي الليبي يستقبله ويحتفي به ونجد مصطفى عبد الجليل يأخذ الصور معه. حقيقة، الأمر مقلق ومحل شبهة ولو أضفنا إلى هذا ما يمارسه حلف شمال الأطلسي من دك لليبيا بالصواريخ والقنابل والذي بدأ بحماية المدنيين لينتقل إلى قتل القذافي وأبنائه وأحفاده لينتهي اليوم إلى استهداف المدنيين فالأمر هنا يجعلنا نفكر ألف مرة حول ما يحصل في ليبيا وهل أن الثورة تم تدجينها من الغرب وأخشى ما أخشاه ان ليبيا اليوم صنع فيها حامد قرضاي للمستقبل أو نوري المالكي لإمضاء اتفاقيات ما خاصة وأن ليبيا بلد شاسع وموقعه استراتيجي وأمريكا تبحث عن مكان «للأفريكوم» والخوف أنها وجدته.