l كيف تقرأ نتيجة الانتخابات؟ بعيدا عن النتائج، توقعت أن نفوز بالمركز الأول، لكن ما جرى أن البعض أزعجه أن تحقق القائمة نتائج مهمة في الانتخابات، وأن تتفوق على حركة النهضة في سيدي بوزيد مهد الثورة، لذلك عملوا بكل قواهم على اقصائها، وقامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بإسقاط عدد من قوائمنا دون وجه حق، وكانوا في كل مرة يتذرعون بذريعة، مرة بتمويل غير شرعي، وأخرى بوجود عناصر من حزب «التجمع» المنحل بين مرشحينا، في حين أن التونسيين يعرفون جيدا من استغل المال السياسي ومن اشترى الأصوات واخترق الهيئة وتحكم في مسار الانتخابات من الداخل وقام بدوري الخصم والحكم في الوقت ذاته. لقد شعر أنصار القائمة بانهم ليسوا تونسيين عندما وقف صحافيون واعلاميون من المفترض ان يكونوا حياديين، لينشدوا النشيد الوطني عند الاعلان عن اسقاط قوائم العريضة، ما يدل على مستوى الشحن الذي مارسه اعداء العريضة من خلال وسائل الاعلام». وأوضح: «للاسف، يبدو ان الذين صنعوا الثورة هم الذين اصبحوا غرباء عنها؛ بعد ان آلت الامور الى من ركبوا الحدث ووظفوه لصالحهم». شعرت بالألم الشديد إزاء الكميات الهائلة من السب والشتم التي تعرضت لها شخصيا طيلة الأيام الثلاثة التي أعقبت الانتخابات.. وأسأل: كيف تحذف بجرة قلم أصوات الناس الذي صوتوا لقائمتنا ووثقوا بها ووجدوا أنها تعبر عنهم وعن تطلعاتهم؟. l لماذا صوّت التونسيون لكم برأيك؟ لأننا قدمنا برامج قابلة للتحقيق، وخاطبنا رجل الشارع.. أما سوانا فاكتفت بالكلام الفضفاض والشعارات التي لا تعالج مريضا او تطعم جائعا، فضلا أننا من عامة الشعب وممن يعيشون همومه ومعاناته. l البعض يريد ملاحقة قائمتكم قانونيا، فما تعليقكم؟ هذا كلام مردود على أصحابه. أولا نحن لم نخرق القانون ولم نتجاوز مرسوم الانتخابات. فنحن لم نستعمل المال السياسي ولم نحصل على معونات من اية جهة اجنبية ولم نسع الى شراء الاصوات مثلما فعل غيرنا، وليس سرا أن بعض التونسيين تطوع لنا بمكاتب لمرشحينا في الدوائر. أما فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية في قناة «المستقلة» فأنا اقول إننا تعرضنا لحصار استثنائي طيلة فترة الاعداد للانتخابات، ورفضت التلفزة التونسية السماح لنا بمخاطبة التونسيين ولو لبعض الدقائق، فيما كان زعماء الاحزاب والقوائم يظهرون يوميا. l لكنك استعملت قناتك الخاصة وهذا ما رأى فيه البعض مخالفة للقانون؟ المرسوم الانتخابي لا يمنع زعيم تيار من الحديث في وسيلة إعلام تبث من الخارج؛ طالما انه غير مترشح. وانا لم اترشح شخصيا، وانما اقود تيارا ترشح للانتخابات، و كنت اظهر في برامج القناة كضيف وليس كمالك، بل ونزلت ضيفا في برنامج «وجّه الدعوة» لعدد من الزعماء السياسيين من بينهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وزعيم الحزب الديمقراطي التقدمي احمد نجيب الشابي والامين العام لحركة التجديد احمد ابراهيم وغيرهم، ولكن لا احد منهم لبّى الدعوة. لقد كان الاعلام التونسي مفتوحا لهم، وكانوا يخاطبون الشعب يوميا في كل القنوات الارضية والفضائية ومع ذلك هناك من يستكثر عليّ مخاطبة التونسيين في قناتي. l ماذا يعني أنكم حصلتم على المرتبة الأولى في سيدي بوزيد قبل إسقاط القوائم؟ ذلك له رمزية كبرى، حيث اختارت ولاية سيدي بوزيد مهد الثورة أن تكرّم القائمة وأن تعطيها المرتبة الأولى بين كل الأحزاب والقوائم، وان تضع فيها ثقتها لتكون لسانها ويدها في المجلس التأسيسي. وهنا، أقدم الشكر لأهالي سيدي بوزيد الاحرار الذين صنعوا الثورة وغيّروا وجه التاريخ والذين لولاهم ما كنا لنعيش هذه الحرية والديمقراطية وهذه الانتخابات الحرة النزيهة المعبرة عن ارادة الشعب، وأتمنى ألا يلتفتوا إلى الحرب التي نتعرض لها والتي كشفت عن حقيقة الكراهية في نفوس البعض تجاهنا. عندما فزنا في الانتخابات، وجدنا انفسنا فجأة وكأننا في غابة الجميع يصوب لنا سهامه وسيوفه. لم نسرق النجاح من احد، لم نشتر الذمم، ليست لنا أموال لنفعل ذلك. لا نتآمر في الكواليس، ولذلك أزعجهم نجاحنا. l متى ستعود إلى تونس؟ كنت استعد للعودة الى تونس بعد 25 عاما من النفي والغربة؛ أما الان وبعد ما سمعت من ردود الفعل على نجاح القائمة وبعد ان اكتشفت كل هذا الحقد نحوي شخصيا ونحو القائمة وأنصارها صرت أخاف على نفسي. وأؤكد أنني لا أطمئن لحكومة يرأسها حمادي الجبالي، ولن أنزل بمطار يديره مسؤول بأمر حمادي و«النهضة». سأواصل الحياة بعيدا ولن ادخل تونس طالما النهضة في الحكم.