والآن نستطيع أن نقول أن الأمين النهدي انتصر على الإشاعة وكذبها وضربها بالضربة القاضية.. لقد ظلت الاشاعة تلاحقه وتطارده بينما هو في حالة صحية حرجة ولم يكن يستطيع لها شيئا.. ولذلك سرحت ومرحت وانتشرت مثلما شاءت.. وكانت تنتقل من مكان الى مكان.. بل تجاوزت الحدود ووصلت الى كندا. لقد هاتفني أحد الأصدقاء من مونريال يستفسر ويستوضح بعد أن سمع من بعض التونسيين هناك أن النهدي «الدوام لله»!!! وعندما أكدت له ان الرجل مازال على قيد الحياة وأن المسألة لا تعدو أن تكون الا اشاعة خبيثة ضحك وقال لي: إذن الاشاعة هي التي يجب ان نقول فيها: «الدوام لله».. وما أكثر الناس الذين ظلمتهم الاشاعة بل «هرستهم».. وحطمتهم.. وأشعلت النيران في ثيابهم.. وعائلاتهم.. ووجودهم أصلا فاحترقوا بكل معنى الاحتراق على الطريقة الشائعة جدا.. فأنت كثيرا ما تسمع من هذا أو ذاك عبارة «والله ما نحرقو».. ويقولها بشيء من «السم» والحقد والكراهية. وعندما يقول و«الله لما نحرقو» فإنه يقصد أنه سوف يحرقه دون نار.. ودون بنزين.. وهذا نوع من الحرقان البارد موجود وشائع ومألوف بكثرة ويجيده البعض ضد البعض بكل مكر وخبث وعنف وبرودة دم.. ويجب أن يحمد الأمين النهدي الله كثيرا الذي حفظه من كل مكروه وساعده على الانتصار الباهر على الاشاعة التي ارادت أن «تحرقه».. وتنهيه قبل الأوان. ولكن لسائل أن يتساءل: طالما أن النهدي محبوب ويتمتع بشعبية واسعة فكيف إذن انتشرت الاشاعة وهي معادية وكريهة ومقيتة انتشار النار في الهشيم؟ والجواب سهل وهو أن اعداء الأمين النهدي وخصومه من المنافسين الذين هم دون المستوى والذين يلوون «عنكوش» المنافسة هم الذين اطلقوا الاشاعة لأنهم يريدون التخلص من هذا الذي «ينافسهم» منافسة شرسة ويزعجهم ابداعه.. لقد وجدوا في مرضه فرصة للتنفيس عن أحقادهم وكراهيتهم ودناءتهم فراحوا يلحون في نشر اشاعة وفاته.. وبما أن الناس يحبون النهدي فلقد كانوا يتلهفون على أخباره الصحية فجاءت الاشاعة في ظرف دقيق وفي الوقت المناسب ففعلت فعلها.. ولكن مع ذلك فإنهم لم ينجحوا.. وفشلت دناءتهم.. وخرج النهدي سليما معافى.. يتمتع بحب الناس وتحيطه دعواتهم له بالسلامة والصحة والعافية.. نعم يحدث ذلك وأكثر في تونس بدعوى المنافسة.. ولكنها المنافسة المريضة وغير الشريفة.. وغير السليمة.. إن البعض يتصورون أن المنافسة هي إلغاء المنافس ومحوه من الوجود تماما..