خلال حضوره في مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات لتقديم شهادته تحدث محسن مرزوق عن البدايات الأولى للثورة وعن الأحداث التي رافقتها ومما قاله أن ما حصل يوم 14 جانفي 2011 وكل الأحداث التي سبقته وتلته لم تكن بدافع ذاتي فحسب وإنما الذي كان حاسما هو العامل الخارجي صحيح كان هناك حراك اجتماعي وهذا أمر لاشك فيه وأن هناك تراكمات كثيرة من الظلم والاستبداد قد أدت إلى خروج اناس والثورة على النظام ولكن الفاعل الدولي كان مؤثرا بقوة والتأطير العالمي كان واضحا منذ الأيام الاولى وإني أملك معلومات على تدخل قوى أجنبية في مسار الثورة منذ شهر جانفي هناك من قال لي إن بن علي قد انتهى. لقد كانت المشكلة وقتها في من سيقود الثورة ؟ ومن سيدير مرحلة الانتقال الديمقراطي ؟ وما حصل هو محاولة افتكاكها مبكرا ومحاولة انتاج النظام القديم من خلال تولي رموزه القديمة الحكم ومحاولتهم الامساك بالسلطة ومن هنا نفهم كيف أن الثورة التونسية قد وقع تأطيرها من الخارج بكيفية يتم بها التخلص من رأس النظام مع الإبقاء على كامل منظومة الحكم القديمة فوجدنا أنفسنا في وضعية نظام قد فقد رأسه وثورة تدار برموزه ورجاله فكان هذا أول خلل وقعت فيه الثورة وهو أنه من الصعب الحديث عن ثورة تدار بالرموز القديمة مما جعل الثورة تجد نفسها في وضعية صعبة من دون قيادة ولا استراتيجية ولا برنامج وليس هناك من أحد يدعي أنه هو من قام بها وهذا ما عسر عملية التأسيس والبناء ما حصل بعد رحيل رأس النظام أن ميزان القوى لم يتغير فمن مسك بالسلطة بعد 14 جانفي لمباشرة عملية التأسيس كان من الجيل القديم الذي حاول أن يحصل على موقع ومكانة جديدتين وهذا أحد الأسباب التي أدخلتنا في المجهول وكان الكثيرون يريدون أن يأخذوا السلطة وهم غير مستعدين لها وكان حينها التحدي الكبير هو كيف نفعل بثورة لم ننجزها ؟ واليوم فإن المطلوب هو كيف نبني حزبا قويا يحقق التوازن السياسي الحقيقي فالحياة الديمقراطية تحتاج حزبا قويا يحكم وحزبا قويا يعارض خاصة بعد أن وجدنا أنفسنا قد بنينا حركة نداء تونس على عجل وفي وضعية حزب كل السلطة فيه تدور حول الزعيم في غياب الضوابط والأنظمة والهياكل لقد أسسنا حزبا على عجل لم يكن جاهزا للحكم.