لمّا كان السيد "إدريس قيقة" وزيرا للتربية وكانت زوجته الجزائريّة الأصل والرسامة المعروفة تعرض من حين لآخر رسومها. وقد قال المجاهد الأكبر في إحدى خطبه لما كان السيد "إدريس قيقة" مديرا عاما للسياحة أنه كان يشجع رجال الاعمال لشراء رسوم زوجته وكان ذلك سببا لغضب الرئيس الحبيب بورقيبة عن "إدريس قيقة". لكن قصة اليوم هي من نوع آخر فقد اقامت مدام "قيقة" معرضا لرسومها بإحدى قاعات العرض بتونس واستدعت لذلك كل رجال المال والأعمال والديبلوماسيين وغيرهم من كبار الفنانين والمولعين بالرسم. وأعجبت حرم الرئيس الكندي بلوحة معروضة وذلك أمام الرسامة التي كانت الى جانبها وواصلت السفيرة زيارتها للمعرض. وبعد أيام قليلة غلفت الرسامة اللوحة التي أعجبت بها زوجة السفير الكندي مع فاتورة ثمنها ووجهتها اليها في مقر إقامة السفير. وأحرج الموضوع السفير الكندي، ولا أعلم بأنه لم يعد له من التمويل في ميزانية السفارة في الباب المخصص لاقتناء الأعمال الفنية أو لأنّ إعجاب زوجته كان لمجرّد المجاملة فقط. فأعاد السفير اللوحة معتذرا ومعها فاتورتها عبر وزارة الخارجيّة الذي لم يتردد وزيرها آنذاك الى إبلاغ الرئيس الحبيب بورقيبة بالموضوع الذي غضب كثيرا من مثل هذه الأفعال التي يقوم بها وزير في حكومته وأمر يومها بعزل الوزير "إدريس قيقة" كان ذلك آخر يوم من شهر ديسمبر. وعين السيد "إدريس قيقة" بعد مدة وهو شخصية سياسية من الدرجة العليا سفيرا بألمانيا.