ستصدر بعد أيام قليلة مذكرات الرئيس الأمريكي السابق بوش الصغير.. ولا أظن أنها ستلقى الرواج الواسع الكاسح الذي عرفته مذكرات شخصيات اخرى عرفت كيف تعالج بعض جراح هذا العالم... وسارت في الاتجاه الصحيح.. وخدمت البشرية بما استطاعت اليه سبيلا. ستصدر هذه المذكرات ولكنها سرعان ما ستأخذ مكانها في رفوف النسيان والإهمال لأن بوش الصغير ليس عنده ما يحكي.. فهو لم يكن قائدا كبيرا.. ولم يكن بطلا من أبطال العالم.. ولم يكن نجما من النجوم.. فلا هو مانديلا.. ولا هو غاندي.. ولا هو مايكل جاكسون.. إنه رئيس سابق عادي ورط بلاده في حرب غير عادلة.. وأقحمها في قضية لا صلة لها بها.. وكذب على شعبه.. وأجبر جيشه على الدخول في معمعة لم يحصد منها الا المشاكل المالية.. والعائلية... والصحية ومن لم يقتل من جنوده في العراق فإنه يعاني الآن من الأمراض النفسية والعاهات والجنون.. إذن.. ماذا سيقول في مذكراته؟.. وماذا سيحكي؟ هل سيحكي للناس عن الرسائل التي كانت تنزل عليه من السماء ويخاطبه الله من خلالها في المنام؟ هل سيحكي عن صلواته التي كان يبدأ بها كل اجتماعاته في البيت الأبيض ويسميها بصلوات المعجزات؟ إنها لن تكون الا مذكرات ثقيلة.. وكاذبة.. وكئيبة.. وسلبية تماما كسنوات حكمه.. وكتصرفاته التي تسببت في تدمير العراق.. وتمزيق الشعب العراقي.. وقتل الآلاف.. وتشريد مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء.. لن يقرأ العالم هذه المذكرات.. لأن الناس لا يقرؤون لمن لا يحبونهم.. ولمن أساؤوا للبشرية.. ولمن عمقوا مأساة العالم.. أو مأساة العرب على وجه الدقة.. ستصدر هذه المذكرات ولكنها لن تحقق الشعبية التي يتوقعها بوش الصغير مهما أتقن الدعاية لها.. ومها تكلم عنها.. إن العالم يريد أن ينسى بوش.. وكل ما تسبب فيه من مشاكل وقلاقل ومآس.. ويريد أن يقلب صفحته نهائيا. إن التاريخ المنصف هو الذي سيحكي عن بوش الصغير.. أما هو فإنه حتى وإن حكى فلن يصدقه أحد.