اعرف زوجين شابين لا يعرفان الحوار الا فوق ركح صالة الدار .. بالسباب والشتائم واللكم والكاراتي ..وفي كثير من الاحيان تنتهي المواجهة بالتعادل ..حتى تعاد المواجهة لاحقا ولاحقا ..وهذا يجرني الى القول ان العنف مهما تعددت اسبابه ونتائجه يبق دوما فعلا منبوذا لانه يعكر صفو الحياة الاسرية واحيانا كثيرة يدمرها امام ذهول الاطفال الذين يبقون دوما وقود التفكك الاسري والدمار الاجتماعي . ورغم ان العنف ضد المرأة يتغير أواره من منطقة الى اخرى ومن مستوى بيئي الى آخر..فان النتائج بدورها تتغير ودوما من سيء الى اسوا ..فالمراة الريفية " تاكل على راسها"ولا تتكلم ولا تشتكي مهما كانت الافعال والاقوال والاعمال والنتائج والاسباب والمسببات لان صولة محيطها الاسري يخيم على صمتها الحجري ..ولا غرابة في ذلك وهي قد تعودت على مشاهدة مسلسل العنف الاسري منذ براءتها ..وتربت عليه وتواصل التربية عليه وشم نسائمه السلطوية .. وتبكي المراة ولا تنتحب وتتالم ولا تشتكي ..والشكوى لله كما يرددن ..وتنام على غيض وتصحو على جديدها القديم وتواصل حياتها كان شيئا لم يكن ..وفي المدن يتغير الحال اذ ان المراة تستند على القانون لحماية نفسها ومحيطها وربما طرق الردع وطرق الصلح وانارة الحق هي التي تبرز – الخصومات على مسرح المجتمع – ومهما يكن اللوم او الفعل او الجدوى او الانحراف او النتائج او العدى او البغض او التسويف او التهويل فمن نلوم ..نلوم التربية ام التعليم ام مجلة الاحوال الشخصية ام الفروقات الاجتماعية ام الدراسية التي حصلت عليها المرأة ولم يسايرها الرجل ويتقبلها كخطوة حضارية عصرية وقد ننتظر زمنا طويلا من اجل التعود عليها ام انه يجب على مؤسساتنا ان ان تربي جيلنا القادم على شهائد اكاديمية في التربية الاسرية حنى ندعم اسس نجاح اسرنا في المستقبل ونبني مجتمعا متكافئا متوازنا حضاريا لخير جيلنا القادم ..ونجنبه الافات الاجتماعية التي عرفها محيطنا وبيئتنا الثالثة ..فبعد الانقطاع الدراسي يقع الشاب في بحور التيه والضياع والهجرة السرية وتعاطي الزطلة والاجرام وربما الحرق والشنق ..ورغم كل هذه النتائج السلبية المدمرة للنشئ والنسل والمستقبل فان الكثير من الاباء لا زالوا يبدعون في الاستقالة ، وربما الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية زادت في تفتيت القناعة الوطنية التي عرف بها الشعب التونسي منذ القدم، واختم واقول :يا رجال اتحدوا ..فان النساء يحركن الجمعيات المدنية من اجل تفعيل قوانين لحمايتهن من تعنيفهن من طرف الرجل ...