لنتصور للحظة: حال تونسي عاش ايام الاستعمار وكيف كان بالكاد ينام إلا ليحلم بأن الاستقلال آت... حال ذلك الفلاّق الذي يسكن الجبال مشحونا فحسب بحبه العظيم للوطن ويترصد باصرار دورية لجندي غريب لا يربطه بالارض سوى واجبه الاستعماري ... لنتصور للحظة وجبة الصباح للمقاومين الاشاوس التي قد لا تتجاوز سلاحا يدوي الصنع ولكن بارادة محارب لا يكلّ.. لنتصور للحظة لولا ذاك الحبل السري المتين الذي كان يربط السياسي الوطني المفكر بأولئك الذين يسكنون المغاور والصحاري والوديان حتى اذا ما نادت تونس يرتفعون كجسد واحد ولنتاكد ان الشعب لازالت فيه روح الفلاقة والمقاومين والمناضلين ولكن نحتاج فقط لذلك السياسي المفكر الوطني بروح الفلاقة الذي يحمل كفنه بين كفيه لانقاذ ارض ربما تتعب بتونسيتها عما قريب ...