الصحافي في مقالاته بالصحافة المكتوبة (ورقية كانت أم إلكترونية) أو في برامجه الإذاعية أو التلفزيونية ليس بالضرورة أن يكون هو ذاته على حسابه الفايسبوكي الذي يُعدّ حسابا خاصا جدا يتيح لصاحبه هامشا من الحرية أكبر، ويخلصه من قيود المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها ومن خطها التحريري ومن كونها تتوجه إلى المتلقي "المتعدد" ذهنيا وفكريا وإيديولوجيا وعقائديا من جهة ومحليا وإقليميا ودوليا من جهة أخرى.... الحساب الفايسبوكي هو عالم الصحافي الخاص الذي لا ينازعه فيه أحد، ومثلما هو متنفس لعدد كبير من مستعمليه فهو بطبيعة الحال متنفس للصحافيين حتى يعبروا عن آرائهم الشخصية جدا في المسائل السياسية والاقتصادية والرياضية والدينية والفكرية والثقافية والاجتماعية بعيدا عن مسميات الحياد والنزاهة والموضوعية وبعيدا عن أي شكل من أشكال الضغوطات.... الحساب الفايسبوكي يكشف لنا الصحافي الإنسان المُتاح له أن يختار المتلقي الذي يريد وأن يعبر عما يريد، ويكشف لنا بوضوح انتماءه الفكري والإيديلوجي والسياسي والرياضي... وإنّ كلّ ما يُنشر في الصحافة المكتوبة أو يُذاع ويبث في المسموع والمرئي يمكن نشره على الفايسبوك، بينما ليس كل ما ينشر على الفايسبوك بالإمكان أن ينشر في الصحافة أو يذاع ويُبث في الإذاعات والفضائيات لأنه يغلب عليه الطابع الخصوصي...