اقول في بداية مقالي بالكلام المفيد المختصر ان اختراع الفايسبوك يصدق فيه حكمة اهل الفكر والنظر(صنعوه الحضر وحلوا فيه البقر) نعم اقول هذا القول وانا مصدوم ومهموم ولساني يلعن الشيطان وابليس بعدما جاءنا خبر تلك المعركة الدامية التي وقعت في مدرسة اعدادية باحدى معتمديات ولاية جرجيس والتي اصيبت فيها تلميذة بشفرة حلاقة وتعرضت تلميذات اخريات فيها الى حالات اختناق بعد استعمال غاز مشل للحركة نعم هذا مختصر وقائع هذه المعركة الحامية الدامية اما عن سببها وعلتها فقد روت احدى المتورطات فيها ان زميلتها السابقة في مقاعد الدراسة قد تهجمت عليها عبر الفايسبوك فتوجهت الى المدرسة من اجل الاعتداء عليها مسلحة بشفرة حلاقة وغاز مشل للحركة فكانت الدماء والاختناقات ثمار هذه المعركة فماذا نعلق وماذا نقول يا اولي النهى واولي العقول؟ فهل نقول ان هذا الفايسبوك اضاع اوقات الصغار والكبار فيما لا ينفع وفيما لايفيد؟ ام نقول ان اخلاق وتربية ابنائنا ضاعت وما زالت تضيع في مطلع كل يوم وصبح جديد؟ وهل نعاتب ونلوم الآباء والأمهات ام المدرسة ام المجتمع ام نعاتب هؤلاء اجمعين؟ وهل فكرنا حقا وصدقا في مقاومة هذا البلاء المبين؟ ام مازلنا عن هذه المصيبة غافلين وفي العسل نائمين؟ ولكم يؤسفنا ونحن نعيش هذا الوضع التربوي والأخلاقي الفظيع المريع ان نسمع من يقولون ان التربية القديمة التقليدية في السنوات الماضية كانت ناقصة اصرة غير كافية وان تربية اليوم علمية متقدمة شافية فهل مازالوا متمسكين بهذا الموقف المهين وهم يرون ان تلاميذنا جعلوا من المدارس مجالا ملائما لتصفية الحسابات وفضاء مناسبا لاسالة واراقة الدماء بشفرات الحلاقة وما نعرف وما لا نعرف من الغازات