لعل متابعي موقع الصريح اونلاين يتذكرون انني قد كتبت مقالا عما لاحظه التونسيون من غلاء "سي الثوم".. وها هم اليوم يقرؤون في هذا الموقع مقالي عن غلاء زيت الزيتون، ولكن ما لاحظته ان التونسيين مغرمون بالمقالات التي تتحدث عن طعام البطون ويتابعونها باللعاب قبل العيون.. بينما لا الاحظ اقبالهم الكبير على متابعة المقالات السياسية والاجتماعية والفكرية والتاريخية، فهل يدل هذا الأمر على ان التجارة الرائجة في هذه البلاد التونسية هي التجارة التي تتعلق بالطعام والشراب وليست التجارة التي تتعلق بالمطالعة والكراس والكتاب؟ واشهد الله رب العالمين انني لم ار في حياتي كلها وقد عشت ما شاء الله من السنين ان تاجرا فتح دكان طعام فخاب وخسر وانما رايت كثيرا من التجارالخاسرين النادمين الذين فتحوا محلات للقراطيس والكتب والأقلام فندموا واكلوا اصابعهم على غبائهم المبين وقالوا بعد فوات الأوان يا ليتنا انتبهنا ففتحنا بدلا عنها دكاكين لبيع البصل والثوم او الحلويات او اللحوم اوالدلاع والبطيخ والبردقان.. نعم هذه هي الحقيقة وهذا هو منطق الزمان ورحم الله الذين قالوا وهم صادقون في موضوع الاكل والماكول (اذا حضر الطعام غابت العقول)..