عاد الهاشمي الحامدي من لندن للركوب على الأحداث التي تشهدها بعض المناطق وتوظيفها في الدعاية لشخصه وحزبه ، مقدما نفسه كالعادة نصيرا للفقراء والمعوزين والمهمشين والمسحوقين ، لكن المحتجين أطردوه في سليانة فتحول إلى تطاوين ليلاقي نفس المصير رغم إصراره على البقاء مستعطفا الحضور بالقوالب الشعبوية الجاهزة والمزايدات العشائرية والقبلية والجهوية التي تزكم الأنوف دون جدوى إذ كان قرار طرده باتا ونافذا . لم يعترف الهاشمي بحقيقة طرده وحاول التعتيم عليها بكلام مثير للإستهزاء كقوله :" لو كان هربت لما كان من حقي الترشح لمنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة في 2019 " (هكذا) . ليست هذه المرة الأولى التي سعى فيها الهاشمي الحامدي الركوب على الأحداث ويفشل في مسعاه فشلا ذريعا ومهينا ومذلا ، فقد سبق وأن نظم ، منذ عدة أسابيع ، وقفة إحتجاجية أمام المسرح البلدي بالعاصمة، تنديدا بمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، شارك فيها نفر من الفضوليين الهازئين وبعض متسكعي شارع الحبيب بورقيبة ! وهو الذي إعتبر نفسه، قبل ذلك شبيها لدونالد ترومب في شعبويته ! في سابقة هي الثانية من نوعها في مجال " الهزل السياسي" في بلادنا ، وحدثت الأولى إبان غزو العراق، عندما تفاجأ أحد وزراء حكومة بن علي خلال زيارة تفقدية إلى أحد أرياف وسط البلاد ، بعمدة المكان وهو يستقبله بلافتة كتب عليها :" شعبة (كذا )تندد بالغزو الأمريكي وتتوعد جورج بوش الإبن برد مزلزل "! إلتف الوزير إلى مرافقيه وهمس " يبدو أن بوش الإبن يرتعد خوفا"!!! هذه الجملة رددها بعض المارة في شارع الحبيب بورقيبة وهم يشاهدون الهاشمي الحامدي ويستمعون إليه وهو يصيح متوعدا ترامب،وسط ذاك النفر الهزيل ! لم يتغير من تلك الجملة إلا إسم بوش الذي عوضه إسم ترامب ، وهكذا يعيد التاريخ نفسه ولكن بشكل كوميدي . تتالت الشطحات الفلكلورية لمؤسس ما يسمى بتيار المحبة خلال السنولت الست الماضية ومنها بالخصوص تنديده الهستيري بما وصفه ب:" إقصائه" من المشهد الإعلامي و0عتصامه أمام مقر مؤسسة التلفزة الوطنية !!! وتنظيمه لوقفة إحتجاجية فلكلورية رفضا لعودة النصب التذكاري للزعيم الحبيب بورقيبة إلى مكانه الأصلي، وإعلانه إعتزام الترشح لرئاسة جمعية النادي الإفريقي ، وغيرها من " الطلعات" التي يحتفظ بها سجل " الهزل السياسي" في تونس. يرى البعض وخاصة من " الديمقراطيين جدا...جدا" أنه من حق الهاشمي الحامدي ، وهو رئيس حزب وأحد أفراد تلك القائمة التي حطمت الرقم القياسي العالمي في عدد المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية ، أن يتظاهر كما يشاء وضد من يشاء ، ويشارك في الإحتجاجات بالطريقة التي يختارها ، ونحن لا نعارض ذلك بل نعتبره حقا من تلك الحقوق العديدة التي جاءت بها نسائم الحرية والديمقراطية المزعومتين ، لكن من حقنا ، ومن واجبنا أيضا، وضع مثل هذه " التحركات " في إطارها الطبيعي ووصفها بدقة وإبراز خلفياتها وحيثياتها ومقاصدها وأهدافها حتى لا يتهمنا الهاشمي الحامدي بالتعتيم على أنشطته كما إتهم القنوات التلفزية من قبل.