الشهداء والزعماء هم أعمدة هذا البلد ونجومه التّي تضيء دربنا وهم وراء كلّ ما ننعم به اليوم من الحرية والسيادة على وطننا وتعليم ورخاء مقارنة مع ما عاناه أجدادنا واباؤنا من أميّة وجهل وفقر وعراء واستعباد ولكن للأسف ركب البعض ممّن ينعم اليوم بهذه النعم على موجة التنكر لشهدائنا وزعمائنا وكأنّهم يريدون أن يكون بلدنا بلا ماضي ولا تاريخ وشعارهم "الله ينصر من صبح" بل الخطير في كلّ هذا محاولة التنكيل بتاريخ هؤلاء الشهداء والزعماء. ومن مفارقات هذا الدهر وأنّ كل الأوطان تفتخر برموزها وشهدائها وزعمائها وحتى تلك اللقيطة منها تحاول اختلاق تاريخ لها ولو على حساب حضارات أخرى فاسم "ديغول" مازال إلى اليوم حاضرا وبقوة في فرنسا وغاندي تجاوز وطنه ليصبح بطلا ورمزا كونيا ومانديلا أصبح أسطورة هذا العصر المقدسة والأكيد وأنّ اسمه سيشّع لقرون أخرى ولكن نحن ما فتئنا نحقّر ونقزّم كل من ساهم في بناء هذا الوطن من الشهداء والزعماء ونظهرهم على أنّهم مجرمون ودكتاتوريون ونلبسهم كل العباءات الرثّة والبالية. فقط أمام كل ما يجري في بلادنا من هذه الهجمة على رموزنا الوطنية أسأل عن قيمة الأوطان إن لم يكن لها تاريخا تفتخر به بحلوه ومرّه ثمّ ألا تعدّ لقيطة تلك الأوطان التي تفتقر إلى تاريخ وماض مشترك يجمع بين كل أبناء الوطن الواحد و الكيان الصهيوني اللقيط إحداها...