يا ناري علينا يا ضياعنا يا تمرميدنا يا تشتتنا من المحيط الى الخليج، ما الذي حصل لنا فاذ نحن سخرية لأعدائنا فماذا بقي منا تشتتنا فاذا نحن مثل البدو الرحل في أزمان غابرة توانسة في ليبيا وفي العراق وفي سوريا وحتى في اليمن ولبنان توانسة من ضمن الجماعات الارهابية توانسة مخطوفون توانسة ضائعون توانسة حارقون وآخرون ابتلعهم البحر وأكلتهم الحيتان ؟ فما الذي بقي منا ولو سألنا أيّ شاب من شبابنا عن أمنيته لقال لك أريد الحرقة أريد أن نهجّ ونشوف مستقبلي في الخارج أصبحت حكاية الخروج والهروب هي أمنية الأمنيات عند التونسي فكيف نحكي عن مشكلة لنا في التشغيل؟ فالاكثرية تركوا البلاد لأسباب معروفة وأخرى غامضة الى جانب مئات الالاف منا من المهاجرين منذ أعوام الى اليوم لا أحد شرح لنا العلّة وبناتها وأخواتها وقال لنا ما هي الحكاية لماذا الكثير منا يريد الهجّة؟ ثمّ من ناحية أخرى وفي المقابل أليس من المعقول أن ندعو شباننا وشاباتنا الى المزيد من التعلق بالوطن وندعوهم جميعا الى العودة الى وطنهم العزيز فكلّ تونسي يهج هو خسارة لنا جميعا ولا بدّ من حماية كلّ التونسيين للبقاء هنا وللبناء والتشييد لا نريد أن نخسر أبناءنا فيتشتتوا بين البلدان بين الدول العربية والاوروبية وحتى الامريكية، لا بدّ من سياسة المحافظة على ثروتنا البشريّة حيث أننا أصبحنت لدينا سهولة في التفريط في أبنائنا وليست هناك رغبة متينة في ابقاء كلّ تونسيّ في وطنه وتوفير الحياة الكريمة له حتى لا يهجّ ... كلّ ما حولنا غامض ويفتقد الى الوضوح التام وهنا نتحدّث عن كلّ أسباب الحياة فمن حقّ كلّ مواطن أن يجد راحته في وطنه من كلّ النواحي لكي لا يفكّر في الهجرة أو في التحاق بالجماعات الارهابية او غيرها نفتقد الى استراتيجية بعيدة المدى تتبعها سياسة المحافظة على أبنائنا وبناتنا وكفى.. صورة توضيحية