كتبت على أعمدة جريدة «الصريح» حول مآثر الزعيم الحبيب بورڤيبة وموجات الحزن التي خيمت على البلاد وخاصة على مدينة المنستير يوم دفنه وكنت شاهدا على يوم مدلهمّ وثقيل ودعت فيه تونس رئيس أول جمهورية ورغم مرور 17 سنة على رحيله لا يزال البعض يجرب حظه في الاساءة لحبيب تونس ولم «يذكروا موتاهم بخير» رغم تظاهرهم بالتديّن المزيف وقد شاهدت أحد المواطنين وهو ينعت الزعيم بورڤيبة «بالمجرم القديم» في منبر إعلامي على قناة الحوار التونسي وهي حركة تنمّ عن جهل تام للتاريخ التونسي الذي كتبه المؤرخون التونسيون وكذلك الاجانب كما يحمل هذا التوصيف حقدا دفينا ومحاولة يائسة وبائسة لتشويه سمعة أحد رموز الحركة الوطنية ومسرحية رديئة لشعبوية مقيتة تجاوزتها الاحداث منذ 2011 الى الآن. وإني أتوجه ببعض الاسئلة الى ضيف سمير الوافي في إحدى حلقات برنامجه «لمن يجرؤ فقط» والذي قيل لنا أنه ينتمي الى سلك المحاماة، هل كنت تجرؤ على شتم الزعيم بورڤيبة في حياته؟ هل اطلعت على كتابات الزعيم بورڤيبة في شتى المجالات؟ هل عاينت انجازاته في كل الجهات؟ ما هي علاقتك بالسياسة حتى تحكم على رئيس سابق لتونس بتلك الطريقة؟ ومن أنت تقيّم الزعماء؟ ماذا قدمت لبلدك؟ لذا أدعوك يا صديقي الى التكفير عن ذنبك وانصاف الرجل الذي لا يزال يخيفك حسب اعتقادي لأن العظماء خالدون حتى وهم أموات بينما بعض الأحياء يموتون وهم أحياء كما أدعوك الى قراءة تاريخ تونس لعلك تعتبر فلا تسقط من جديد في مستنقع شعبوية. إن الزعيم بورڤيبة مثقف ومستنير ووفي ومخلص لبلده وزعيم بشهادة كبار زعماء العالم وسيبقى خالدا في قلوب التونسيين وعقولهم باستثناء الحاقدين على هذا الرجل هو رمز لتحرير الوطن وتحرير المرأة وتحرير العقول من الجهل والظلامية والتخلف فلا تعش يا صديقي كوابيس عظمة الرجل التي تلاحقك كلما ظهرت امام الكاميرا وما بقي لك الا أن تبحث عن روضة آل بورڤيبة بالمنستير «لتنهش» جثته فهوّن على نفسك واذكر موتى تونس بخير ولا تشيطن رموز البلاد وارفع من مستوى خطابك مع قليل من الحياء لأن ادعاء البطولة وهم أضرّ بالعديد من الاشخاص. في الختام أدعو سمير الوافي الى التدخل في إدارة الحوار عندما يتم الاساءة الى الاشخاص بحضورهم أو في غيابهم فما بالك بالاموات لأن الحوار يقتضي التحلّي بالموضوعية والاقناع واستعمال لغة فيها الكثير من التحضّر واللياقة والاخلاق وحتى لا يكون البحث عن «البوز» أو الاثارة على حساب الزعيم بورڤيبة فقد تمت الاساءة للزعيم في برنامجك يا سي سمير في منبر كثر فيه الصياح والصراخ فكان «معركة» للسرادك ليس كل شيء يهون في سبيل «الاوديمات» والاشهار.. أليس كذلك؟