مرّات كثيرة يطرح الموضوع من جديد ويطلب من الموظّف أو العون الاداري الابتسام للمواطنين قصد الترحيب بهم وللاجابة لطلباتهم الاداريّة والمشكلة بعد الثورة تقلّصت الابتسامة عند الاداري وكأنها لم تعد ممكنة في ظلّ الظروف الصعبة والشائكة فالموظّف فادد وأخلاقو في وذنو حيث يبدو متشنّجا وأعصابه متوتّرة وبطبيعة الحال يظهر عبوسا قمطريرا وعلاقته بالمواطنين على غير ما يرام وفي أحسن الحالات لا تشكر ولا تذم كأن الابتسامة بالفلوس موظّف في ادارة عموميّة أجابنا أعرف بعض الزملاء غير قادرين على الابتسام ولا يمنحون ابتسامة الا بأشق الأنفس كأنها بالفلوس وهذا يخلق جوا متوترا ومتشنجا بين الاداري والمواطن وفي الحقيقة كلّ واحد وظروفه فأنا مثلا لا أبتسم دائما فالأوضاع صعبة ومعاناتنا حتى في وسائل النقل تترك الواحد منا شدّو من خشمو يطرشق الابتسامة عملة نادرة عون في البريد هذا ردّه ... في الحقيقة قبل سنوات قليلة أي قبل الثورة كنت كثير الابتسام وحتى اذا توتّرت لا يبدو عليّ ذلك لأنني كنت بايعها بلفتة وبعد الثورة تغيّرت الأوضاع كلّ شيء تغيّر الى الأسوء ففقدت الابتسام مكره أخاك لا بطل والسبب ذلك يعود الى الشهرية الضعيفة والغلاء الّي ضارب أطنابو عن أيّة ابتسامة تتحدّث الموظّف معذور مسكين تحدّثنا الى مواطنة كانت واقفة في الصفّ أمام شبّاك اداري قالت ... أنا ألوم الموظّف فهو معذور المسكين فالملفات كثيرة وظروف العمل قاسية جدا اضافة الى أن الموظف له مشاكل في عائلته وفي محيطه كلّ هذا يجعله في غاية التوتّر ولا يبدو في صحنه على الاطلاق ونطلب منه توسيع البال فنحن أيضا غارقين للعنكوش دائما في حالة توتّر موظّفة صرّحت بالقول ... كلّنا نحب من يبتسم في وجوهنا ونكره العبوس القمطرير لكن ظروف العمل وظروف الحياة هي السبب فأنا منذ الصباح وبعد معاناة المواصلات أبدو متوتّرة وعلى أعصابي بصراحة ولّيت كارهة روحي الله غالب لا أستطيع أن أبتسم حتى لنفسي في المرآة