أشتاق إليك ، اشتاق الى كل حرف ينساب عذبا من شفتيك، اشتاق الى النسمات التي تحوم حواليك ، اشتاق الى العطر الذي يتضوع من عينيك ... ورب الكعبة ،اشتاق الى لغوك ، الى صمتك ،الى حسنك ، الى بسمتك الساحرة ، اشتاق الى لفتة من جيدك المرمري الى مصدر احساسي... والله والله ... اشتاق الى كل لحظة يحاورك فيها التذكر عبر نبضات قلبي ...وحين تسامرني افكارك وتحاورني اساريرك ويهفو قراري الى لقاء قرارك ، اشتاق اليك واشتاق الى اسرارك واسبح في يم افكارك واجري وراء طيف قرارك وانام بين راحتيك قرير العين كالعاشق الوديع ، واسرح بؤبؤ أحلامي في سماء انغامك كالشحرور المطيع ، كهفهفة نسيم الربيع ، كصمت الهزيع من ليل بديع.... ورب الكعبة،أذوب شوقا في بحر عينيك ، ولما أغرق ينقذني سحرها فأعود إليك ..واعيد الكرة واغرق من جديد في اعماق بحر عينيك وهكذا دواليك حتى ينصهر ضياء عيني في ضوء عينيك... والله والله...أحن اليك ، احن الى كل لفتة من يديك الى كل نصاعة من وجنتيك.. احن الى التراب الذي مشيت عليه بخفة وداعبته اصابع ساقيك .. احن الى كل موضع سير عرفته مسيرة اقبالك واشعاعك نحو شاطىء اللقاء ... جربت الهجران معك .. لكن ما غابت عني اشراقة عينيك، وما غاب عني ابدا سحر لغو شفتيك ، وما غاب عني ابدا ابدا قوامك الممشوق وانت تتماسين بين عشقي واصغريك جلت العالم الكبير بعيدا عنك لدهر وما تغير شعوري نحوك ، فاصابني الشوق اليك وتذكرت وهادك ووديانك وشمالك وجنوبك وشرقك وغربك وتلالك وصحاريك وبياديك ومسالكك الوعرة والسهلة وشروقك وغروبك واصيلك واصلك وفصلك وفجرك وليلك ونهارك وسهدك وزهدك وروعة جلدك وسحر صبرك وجمال خصرك وعطاء نهدك ورياء كبريائك وارتواء حبك وحبك صنعك وديمومة ارضك وعطاء نسلك ووفاء اكبادك وتلبية ندائك حتى حين يهطل الثلج اتدثر بعباءتها الملائكية واتدحرج من اعلى جبل الشعانبي وانا اردد :" احبك يا تونس الخضراء يا تونس البيضاء وربي اذوب كما يذوب الثلج في سهولك المعطاء " و اتدثر برايتك العلياء وأعانق جهاتك الاربعة في عزة وإباء... اقسم بالله الاكبر انني متيم الى حد النخاع بحبْك حبّك بحب حبك ... اراك حسناء العالم اراك في يقظتي ومنامي كما انت كما عرفتك اما رؤوما اما عطوفا اما حنونا أحبك يا تونس الخضراء يا أم الاباء يا خضراء الميادين يا روضة السحر والجمال ويا نبع الحنان والحنين يا سحر الخلود والكرم والكرامة والود والحب والجود..