كلّ يوم تطالعنا الصحف الورقية والإلكترونية منها ومواقع الشبكات الاجتماعية بأخبار جديدة حول ايقافات جديدة ولأسماء جديدة طالتها حملة مقاومة الفساد في بلادنا إلى درجة أنّنا نشعر أنّ القائمة مازالت طويلة والمسألة مسألة وقت فقط لقطف الرؤوس التّي أينع قطافها. وفي كلّ يوم نكتشف " خنّارا" جديدا وشخوصا آخرين ونوعا جديدا من الفساد من الوزن الثقيل و لا أحد كان يتوقع أن تطال تهم الفساد زيدا ذاك " الطيب" أو عمرا ذاك "الثقة" باعتبار ائتمان هؤلاء على حراسة مكاسب البلاد وتنميتها عبر العدل وتطبيق القانون. ومع مطلع كلّ فجر نكتشف الكم الهائل من حجم الفساد الذي ينخر وطننا والمبالغ الخيالية التّي تمّ نهبها من صناديق الدولة ومن المال العام لأنّهم كانوا في وقت ما في مراكز تسمحوا لهم بارتكاب تلك الجرائم المالية المشبوهة في حق البلاد والعباد في غياب الرقابة وغياب الضمير والحسّ الوطني.. وعلى مرّ الأيام نكتشف كم تحمّل وطننا هذا الكم الهائل من "تدوير الأصابع" إلى حدّ الانحاء من كثرة ما تمّ نهبه من خزينة الدولة ومن اقتصاد البلاد ومن المرافق العمومية الأخرى ومن مواقع القرار إلى درجة أنّنا لا نصدق وأنّ كلّ ذلك يحدث ببلادنا لا في بلاد أخرى و بشعوب أخرى وبأيادي غرباء عنّا... سيل من الأسئلة يجتاحني ولكن حتّى لا ينطبق عليّ المثل العامي القائل "الدق في الجيفة حرام" سأختزل ذلك في سؤالين فقط يقول الأوّل، لماذا كلّ هذا الشّجع لتكون النّهاية المحتومة السجن؟ وثانيا لماذا هذا العقوق من قبل هؤلاء تجاه البلاد التّي راهنت على تعليمهم والرّقي بهم اجتماعيا واقتصاديا؟؟ لماذا كلّ هذا يحصل؟؟ أتمنى صدقا أن أتلقى جوابا يشفي غليلي أنا المواطن البسيط الذي يحزّ في نفسي هذا التمرّد على الوطن ونكران الجميل؟؟؟