في إحدى أحاديث الوزير الكبير الاسبق في عهد بورقيبة أحمد بن صالح وقد كُلف على رأس عدد من الوزارات تولى في إحداها الطاهر بلخوجة مديرا لديوانه وجاء فيما قاله بن صالح : "وسيلة بورقيبة قد وضعت لي قنبلة تحت الكرسي" وبعد ذلك ما اشيع حول ما تم من حوار حول الغذاء بمنزل أحد المسؤولين الجهويين بحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين منهم محمد الصياح (الذي صرح أمام الرئيس أنه كان نائما بعد الافطار ولم يسمع ما دار من حديث) والطاهر بلخوجة وآمر الحرس الوطني آنذاك وغيرهم... وكان ذلك يتم في بعض الحالات في ذلك الوقت ومنها أنه عندما تم تعيين المرحوم محمد مزالي وزيرا أول وحضرت معه وسيلة بورقيبة ومحمد الصياح قال بورقيبة أمام الجميع أنه كان يفكر في تعيين محمد الصياح وزيرا أولا لكن لسوء علاقاته مع الاتحاد العام التونسي للشغل فإنه قرر تعيين المرحوم محمد مزالي لهذه الخطة. فتدخل الصياح قائلا: إنه كان قد فكر في العمل على الطريقة الروسيّة وهي " Triumvirat" أي تعيين محمد مزالي والمرحوم بورقيبة الابن ومحمد الصياح معا للقيام بهذه المهمة. فتدخلت وسيلة متسائلة عن معنى" Triumvirat" فشرح لها محمد الصياح الموضوع كما كان يتم في الانظمة الشيوعية بتعيين ثلاثة اشخاص معا لتسيير الحكم. فأجابته قائلة: "أنّ شخصا واحدا يتولى هذه المسؤولية حتى إذا أخطأ يتحمل وحده مسؤولية خطأه". وذلك ما تمّ. وقد روى لي هذه الحادثة المرحوم محمد مزالي لما كنت أتصل به في باريس لتهيئة عودته الى تونس بتعليمات من بن علي.