قالت (بولا رايت) وهي من أكبر المستشارين الروحيين لرئيس الأمريكيين دونالد ترامب باللسان الفصيح المبين(ان الرئيس هو الملك الذي وضع في السلطة من قبل الله ...سواء أراد الناس أم لا.. ترامب قد رفع من قبل الله لأن الله يقول انه يرفع ويضع كل الناس في أماكن السلطة...ان الله هو الذي يرفع ملكا وهو الله الذي يضع واحدا الى اسفل...). هذه هي كلمات المستشارة الروحية لرئيس الدولة الأمريكية.. فهل نستطيع ان نقول انها قد ايدت ما جاء في محكم آيات كتاب رب الأرض والسماوات؟ الا نقرأ في كتاب القرآن الخالد على مدى العصور والازمان قوله تعالى وهو العلي الكبير(قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير)سورة ال عمران الأية26؟.. ونحن اذا تابعنا ووقفنا على تاريخ جميع الملوك والرؤساء لقلنا بلا تردد انهم جميعا قد وصلوا الى منصبهم بارادة وعناية وقدرة وتقدير رب الأرض ورب السماء ويكفينا في هذا المقام ان نذكر الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة فمن كان يقول انه سيصل يوما الى منصب رئيس الجمهورية وهو ينحدر من عائلة متواضعة ليس لها صيت يذكر وليس لها اموال كثيرة ولا أراض ولا املاك واسعة او شاسعة؟ بينما غيره وهم من كبار اعيان التونسيين ومن الذين نافسوه على كرسي الرئاسة هزموا امامه وذهبوا خائبين واصبحوا اليوم لدى التونسيين منسيين وشبه مجهولين ولم ينالوا من مكاسب السياسة ومناصبها شيئا يذكر لا من الشمال ولا من اليمين.. ثم نمر الى خليفته بن علي فمن كان يظن انه يستطيع بضربة مفاجئة قاصمة ان ينزع ويفتك كرسي بورقيبة الذي كان كل الوزراء الذين سبقوه ينظرون اليه بعين طامحة حالمة؟.. ثم وهل كان جميع الرؤساء الذين جاؤوا وسكنوا قصر قرطاج بعد بن علي يظنون أو يحلمون انهم سيسكنون هذا القصر ويرتعون ويمرحون فيه ويصدرون فيه ما يشاؤون من النهي ومن الأمر؟ اولم تكن اذا المستشارة الروحية للرئيس الأمريكي من الصادقات عندما قالت وتفوهت بتلكم الكلمات؟.. ولم يبق لي من القول ومن التعليق في اخر هذا المقال الا ان ارجو من رؤساء العرب والمسلمين ان يخصصوا وان يعينوا لانفسهم كما فعل الرئيس ترامب مستشارين روحيين حتى يذكروهم من حين الى اخر بما يمكن ان يكونوا عنه من الغافلين وخاصة تلك الآية المتقدمة الكريمة من سورة ال عمران التي تذكرهم ان الله وحده مالك الملك يرفع من يشاء ويضع من يشاء فما على الرئيس او الملك الا ان يتقي الله في مراعاة مصالح عباده وفي حفظ شؤون بلاده وان يتاكد ان ربه الذي رفعه واختاره دون غيره لمنصب الحكم والسلطان قادر على ان يسلبه منه متى يشاء في اي مكان وفي اي زمان وان ينصب فيه غيره من الضعفاء ومن المساكين اولم يقل تعالى للناس اجمعين حاكمين ومحكومين وهو اصدق القائلين(ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين)؟