هو مواطن تونسي يعيش مع أسرته في الولاياتالمتحدةالأمريكية من هواياته صيد السمك بالصنارة، وهوايته وقع فيها ابنه فكانت له صنارة، منذ أيام قررا أن يدخلا أعماق البحر لصيد السمك، وما قرراه نفذاه، فقد انضماّ الى ثمانية عشر هاويا وركبوا سفينة صيد وانطلق بهم (الرايس). وصلوا الى المياه العميقة فتوقفت السفينة وأخذ كل واحد منهم يلقي صنارته في البحر. وكانت في البحر ثروة سمكية كبيرة فاصطاد كل واحد. بعضهم اصطاد عشرين سمكة وبعضهم اصطاد أكثر من عشرين والبعض لم يتحصل الا على أقل من العشرين، وهنا تدخل (الرايس) ليطبق على الجميع قانون الصيد.. صاحب العشرين بارك له فيما اصطاد، ومن اصطاد أكثر أخذ منه الزائد ووزعه على من اصطادوا أقل من العشرين بعد أن ألقي في البحر السمك الصغير حتى يكبر، وهكذا خرج فريق العشرين بأربعمائة سمكة ووزن الواحدة يقارب الرطل. ولما وصلت السفينة الى الميناء وجد المواطن التونسي الفريق المسؤول عن سلامة الثروة البحرية ينتظر عودة الفريق فعدّ ما في (الثلاجة) التونسي فوجده أربعين، وقبل أن يحتج قال له التونسي هذا نصيبي ونصيب ولدي. فباركوا له صيده. هذه صورة من صور صيد البحر تتكرر في بحار أمريكا، أليس فيها أكثر من درس؟ ألا تقول: إن صاحب السفينة حريص على سلامة الثروة البحرية؟ ألا تقول: إن الصياد يحترم قانون حماية الثروة البحرية؟ ألا تقول: إن المسؤولين عن حماية الثروة البحرية يقظون ويحرصون على تطبيق القانون فلا يجدون من يراوغهم ولا من يحتج عليهم؟ ألا تقول: إن الثروة الحيوانية البحرية في بحار امريكا لا تشكو نقصا لأنها لا تمتد اليها أيد تصطادها بوسائل ضارة غير قانونية؟ أليست العائلة الكبرى في صيد البحر تتمتع بروح وطنية كل واحد منها يقف عند حدّه ولا يعتدي على حقوق الجماعة؟ منذ سنوات أكثر من عشر كنت واقفا على ميناء البحر الذي خرج منه المواطن التونسي وابنه لصيد السمك، ودخلت سفينة كبرى ورست في الميناء وهي تحمل صيدا كثيرا نوع من أنواع (أولاد البحر) نسمّيه اليوم (داعش) وبدأ أعوان السفينة يفرغون حمولتهم وما جمعوه، فكيف كانوا يفرغونه؟ الواحدة بعد الواحدة، وكل انثى يعيدونها الى البحر حتى تثري الثروة البحرية. أنا كمواطن تونسي أسأل صيادي السمك في تونس، ترى لو أن الصيادين التونسيين احترموا قانون صيد البحر في تونس ولا يتضامنون مع المخالف هل كانت ثروتنا الحيوانية تسير بنا الى زوال؟ لو كان صيادو البحر في تونس يحافظون على ثروة البحر بروح وطنية هل كان الصياد يخرج وعنده أمل ويعود بسفينة فارغة؟ أسأل وأحب أن أفهم والصيادون هل فهموا الدرس؟