أكثر من 230 فاعلا اقتصاديا من تونس والجزائر يشاركون في لقاءات مهنية مباشرة    وزيرا الفلاحة والتجارة يأذنان بالشروع في تنفيذ برنامج تخزين زيت الزيتون    المؤسسة المالية الدولية تؤكد مواصلة دعم تونس في مجال الطاقات المتجددة    غدا.. انقطاع التيار الكهربائي في هذه الولاية    وهبي الخزري يعلن اعتزاله كرة القدم    موعد الشروع في ترميم معلم الكنيسة بقابس    كارثة: وفاة فتاة بسبب ''ترند'' خطير على ''تيك توك''    إندونيسيا: حصيلة الفيضانات تتخطى الألف قتيل    جمعية قرى "س و س" تعلم عن حصيلة حملة التبرعات لفائدة أطفال فلسطين..#خبر_عاجل    تونس: بطاقة إيداع بالسجن لشاب قتل خاله دهسًا بسيارته    تبيع منتوج مزيّف للتوانسة؟ عقوبة مالية والسجن في انتظارك!    شنوّ المشكل بين مخابرالتحاليل والكنام؟    الدورة 38 لمهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل من 21 إلى 28 ديسمبر 2025    اليوم: إنطلاق الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية    القصرين: نجاح أوّل عملية زرع قرنية بالمستشفى الجامعي بدر الدين العلوي    فخر الكرة التونسية: الخزري يعتزل بعد 74 مباراة و25 هدفًا للمنتخب الوطني    فيروس الإنفلونزا يضرب المدارس: تعليق الدراسة لجميع المراحل التعليمية في ليبيا    شاكرا تونس.. وهبي الخزري يعلن الاعتزال    الأمم المتحدة تعتمد قرارا يُلزم الاحتلال بعدم تهجير وتجويع أهالي غزّة    فحوى مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع ومساعد وزير الحرب الأمريكي..#خبر_عاجل    تجدد القتال بين تايلند وكمبوديا رغم إعلان ترامب وقف إطلاق النار    تحذير عاجل: الضباب قد يصل إلى حدّ انعدام الرؤية ببعض النقاط    الأمطار موجودة: كيفاش بش يكون طقس اليوم؟    الغرفة الوطنية لصانعي المصوغ تدعو الشباب إلى الإقبال على شراء الذهب    طقس اليوم: ضباب صباحا وارتفاع في درجات الحرارة    طالب دكتوراه يتهم جامعة تونس بمنعه من مناقشة أطروحته... والجامعة توضّح الأسباب    إيران تصادر ناقلة نفط أجنبية على متنها 6 ملايين لتر من الديزل المهرب في بحر سلطنة عُمان    ألمانيا.. مصادرة أكثر من 11 ألف ماسة من أحد المسافرين في مطار فرانكفورت    ولاية تونس :جلسة عمل حول الاستعدادات لتنظيم الدورة 14 لمعرض "مدينة تونس للكتاب" من 18ديسمبرالجاري الى 4 جانفي القادم    ماذا قال ترامب عن ظهوره في صور جيفري إبستين؟    البحث عن آفاق جديدة للشراكة التونسية الجزائرية في مختلف المجالات ذات الأولوية محور جلسة عمل بين وزير الفلاحة ونظيره الجزائري    تنديد عربي وإسلامي بهجوم إسرائيل على "الأونروا"    من زاوية أخرى...كثر اللغو واللغط حوله أتركوا نور الدين بن عياد ينام في سلام    احتضنه رواق «قمّودة» بالمعهد العالي للفنون والحرف بسيدي بوزيد ... «بيروسيس»: معرض جديد للفنان التّشكيلي الدّكتور أحمد نصري    في لقاء تكريمي بالمنستير.. محمد مومن يبكي ويرد على وصف الفاضل الجزيري ب "النوفمبري"    انتبهوا.. ضباب كثيف يتسبب في انخفاض مدى الرؤية    شنوّا حكاية ''البلّوطة'' للرجال؟    فيديو - وزير الاقتصاد : الدورة 39 لأيام المؤسسة تركّز على التحوّل التكنولوجي ودعم القطاع الخاص    تنبيه لكلّ حاجّ: التصوير ممنوع    مجموعة رائدة في صناعة مستحضرات التجميل تختار الاستثمار في بوسالم    وزارة البيئة تعلن عن فتح باب الترشحات لتقديم مبادرة فنية رياضية مسرحية ذات الصلة بالبيئة    النوم مع ال Casque: عادة شائعة ومخاطر خفية    فريق كبير ينجح في إستخراج 58 حصوة من كلية مريض    صادم: أجهزة منزلية تهدد صحة الرئتين    الألعاب الأفريقية للشباب – لواندا 2025: تونس ترفع رصيدها إلى 5 ميداليات برونزية    31 ديسمبر 2025: انطلاق موسم تصدير البرتقال المالطي إلى فرنسا    حملة صحية مجانية للتقصي المبكر لسرطان القولون بجهة باردو..    جمعت تبرعات لبناء جامع...تفكيك عصابة تدليس وتحيل وحجز أختام وبطاقات تعريف    كأس القارات للأندية: فلامنغو البرازيلي يواجه بيراميدز المصري في نصف النهائي    3 ميداليات برونزية لتونس في اليوم الثاني لدورة الألعاب الإفريقية للشباب بلوندا    الرابطة الأولى: مستقبل المرسى يتربص بالمنستير.. و3 وديات في البرنامج    قابس: تركيز الشباك الموحد لتوفير مختلف الخدمات لفائدة حجيج الولاية    جدول مباريات اليوم الجمعة في كأس العرب ..التوقيت القنوات الناقلة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    القطاع يستعد لرمضان: إنتاج وفير وخطة لتخزين 20 مليون بيضة    خطبة الجمعة.. أعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك    قبل الصلاة: المسح على الجوارب في البرد الشديد...كل التفاصيل لي يلزمك تعرفها    بدأ العد التنازلي لرمضان: هذا موعد غرة شهر رجب فلكياً..#خبر_عاجل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نائب رئيس مكلّف بالصيد البحري باتحاد الفلاحين:نعيش عهد «استعمار القشّار للصياد»
نشر في التونسية يوم 26 - 04 - 2014


مراكب بلا هويّة.. والرشاوى في البحر أكثر من البرّ
مهرّبون يخرّبون سواحلنا وعدد «الكيّاسة»و«الخضارة» في تفاقم
الأجانب ينهبون ثرواتنا البحرية ومياهنا الإقليمية في حاجة للتوسيع

لا نعلم لماذا لم يفتح ملف تلويث البحر
أسماك موريتانيا والسينغال تباع على أنها بنزرتية وصفاقسية
حاورته: بسمة الواعر بركات
كشف نور الدين بن عياد نائب رئيس مكلف بالصيد البحري بإتحاد الفلاحين ل«التونسية» عن عدة تجاوزات تحصل وسط البحر، وقال ان من شأن هذه التجاوزات ان تضرّ بالثروة السمكية وتهدد عديد الاصناف بالإنقراض،ودعا الى إجراءات عاجلة للحدّ منها ومن الرشاوى ومن إستغلال المياه الإقليمية من قبل دول أجنبية. واضاف ان مخزونات هذه الدول بدأت في النفاد فلجأت الى مياهنا الإقليمية،كما قال انّ حدودنا البحرية الحالية ضيقة مقارنة بدول الجوار وتحدث عن مساع من قبل وزارة الدفاع لتوسيعها أكثر مما يمكّن الصيادين من العمل بأريحية أكبر .
وأكد «بن عياد» انّ عديد المراكب التجارية بصدد تلويث مياهنا البحرية واعتبر انه حان الوقت لوضع حدّ للتلوث البحري ولنفايات المصانع الخطيرة.
بقية التفاصيل في الحوار التالي:
ما هو واقع الصيد البحري في تونس؟
توجد العديد من المشاكل في قطاع الصيد البحري، القطاع يشهد تهميشا خاصة انه يعيش الكثير من التسيب،ويعود السبب الحقيقي الى الإدارة المشرفة على القطاع وكذلك الى الأطراف المتدخلة وفي الحقيقة هناك تسيب كبير وانفلات من طرف سلطة الإشراف وتحديدا وزارة الفلاحة في ما يتعلق بحماية الثروة السمكية في تونس، لدينا بعض المهنيين ولكن لا يمكن ان نعتبرهم مهنيين لأن من يفكر في إستنزاف الثروة الوطنية ولا يفكر في مستقبل القطاع يمكن ان نسميه «مهرّبا» و«دخيلا» وناهب للثروات البحرية وليس بمهني.
فالشخص العقلاني يفكر في ترشيد الإستغلال وليس في الإفراط في إستغلال البحر ولا يصطاد في الأماكن الممنوعة ويحترم أحجام الأسماك المنصوص عليها ولكن ما يحصل من قبل البعض خطير جدا، وفي الحقيقة التجاوزات كثيرة جدا وخاصة في خليج «قابس» ولا أعمم هنا ولكن هناك أشخاصا يتعمّدون التخريب ويريدون «خراب البحر» .
لدينا أسماء وقدمناها سابقا للمصالح المعنية ويمكن ان نقدمها ولن نخشى من أحد وسابقا كان هناك أشخاص نافذين ولديهم حماية من النظام السابق ومحصّنون من العقاب وهؤلاء تضاعفت أعدادهم بعد الثورة ولا يزالون متنفّذين.
نعرف جيدا «صيّادة الكيس» وهذه الطريقة ممنوعة ومخرّبة للبحر، لأن الصيد بالكيس يصل الى حدود مياه ما تحت المعقول ومن المفروض ان يتمّ ذلك فوق ال5 أمتار ولكن بهذه الطريقة يدخلون الى عمق 10 و15 مترا ويجرّون كل ما يوجد في الأعماق ،عدد «الكيّاسة» في تفاقم ويفوق الألف وقد كانوا في حدود ال200 قبل الثورة .
و بالإضافة الى تضرّر خليج قابس من «الكيّاسة» فإن هذه الآفة امتدت الى الوسط والشمال وهو ما أضرّ بالقطاع.
القانون موجود ولكن تطبيقه غير مفعّل وللأسف وسائل المراقبة أياديها عازفة عن تطبيق القانون، فكيف يراقبون منتوجا يصل الى الموانئ ويسوّق ولا يعاقب المخالف ولا نعرف لماذا لا يطبق القانون ؟ وفي رأيي يستوي هنا المخالف والمراقب.
ماذا عن الثورة السمكية وهل هناك أصناف مهددة بالإنقراض في تونس؟
عديد الأصناف مهددة بالإنقراض، وخاصة تلك التي تضع بيضها عند مستوى قصير من المياه، فبواسطة إعتماد الوسائل الممنوعة فقدت عديد الأصناف من «القمبري» وقد كنا نصدّرها بكميات كبيرة ولكن عندما نقضي على أمهات الأسماك ونستهلكها قبل ان تضع بيضها فإن الأصناف تتقلص ،وقد ساهم إصطياد الأحجام الصغيرة من الأسماك في عدم تطور المنتوج ،ولدينا اليوم عدة أصناف قاعية فقدت ،فالأسماك القريبة من السطح تتجدد ولكن لدينا نقص كبير في القشريات القاعية ، للأسف الدخلاء لم يتركوا المجال للثروة السمكية لتنمو وذلك بسبب صيدها قبل موعدها .
فحتى «السردينة» لديها فترة معينة لإصطيادها فإذا إصطدناها ببيضها فلن تتكاثر وستتقلص.
يمكن القول انّ مياهنا «غنية» وفي نفس الوقت هي «فقيرة» فالبحار فقيرة ولكن المحيطات غنية بإعتبار الإمتداد والعمق.
مطلوب اليوم من مستغلّي «البحر الأبيض المتوسط» ترشيد الإستهلاك والمحافظة عليه وخاصة تنظيم استغلاله ،وهذا ينسحب على الجانب التونسي وحتى على غير التونسي فإسبانيا وإيطاليا استهلكتا مخزوناتهما وهما اليوم تزحفا بإتجاه تونس.
فمياهنا الإقليمية محدودة جدا ، ولكنها وللأسف ظلت مفتوحة امام بلدان المتوسط باعتبار انّ تونس ليس لها الحق في الإصطياد خارج حدود 12 ميل بحري أي في حدود ال20 كلم في حين انه لدينا إمكانية للترفيع في حدودنا مثلما عمل أشقاؤنا بالجزائر وليبيا والذين وسعوا من حدودهم البحرية ب 30 و40 ميلا وبإمكاننا الوصول الى هذا الحدّ وهو ما قد يمكّن من حماية حدودنا البحرية ومن إستغلال الثروات البحرية ويمكّن أسطولنا من العمل بأريحية خاصة ان الأسطول أكبر بكثير من المخزون وفي إعتقادي لدينا ثلثي أسطول وثلث إنتاج وهو ما ينعكس على المردودية.
القانون الدولي يحدد محيط الإستغلال وهناك خطوات تقوم بها وزارة الدفاع حاليا لتوسيع الحدود البحرية وهو مطلب ملحّ ولكن النصوص التطبيقية لم تفعّل رغم ان ليبيا وسّعت من حدودها إلى 67 ميلا والجزائر إلى 53 ميلا ولكن تونس بقيت منحصرة في حدود 12 ميلا مما يمكن دول البحر المتوسط مثل اسبانيا وايطاليا وحتى كوريا ومصر وتركيا من الزحف على مياهنا الإقليمية وحتى هياكل الحراسة في تونس لا يمكنهم ردعهم عندما يكونون في حدود 15 ميلا أو 20 ميلا خلافا لليبيا والجزائر.
وهذا الموضوع أثرناه في الإتحاد وكاتبنا السلط المعنية من أجل توسعة «المنطقة الإقتصادية الخالصة» ولنا الحق في تقاسم الحدود البحرية مع جيراننا .
يطرح موضوع التلوث البحري عديد نقاط الإستفهام، فماذا عن التجاوزات المرتكبة؟
في الحقيقة الأسباب معروفة وليس هناك غموض كبير ، فخليج قابس مثلا تأثرّ كثيرا ب«الفوسفوجبس» فإذا علمنا ان 25 ألف م3 تسكب على مدى ال24 ساعة في البحر، فكيف سيكون الوضع على مر السنين مع العلم ان هذا الوضع موجود منذ 25 أو 30 سنة؟ كذلك نفايات المصانع والتي تسكب مباشرة في الشريط الساحلي ،فقد كان من المفروض ان يتم تكرير النفايات واستخراج ماء صاف يستغلّ في الفلاحة ولكن للأسف اغلب النفايات تسكب في البحر خاصة في الخليج الذي يحتوي مياها غير عميقة وبالتالي فإنّ البحيرات التي لا يكون فيها تجديد مياه تغرق بالنفايات الملقاة دوريا وتتلوث .
أذكر هنا بحيرة «بنزرت» فقد أصبحت حوض نفايات وشخصيا ماذا سنقول لمستهلكي المنتوجات البحرية هناك ؟ فقط كان الله في عونهم .
كذلك الشأن بالنسبة لمنطقة «خنيس» وجهات المنستير والشابة وسليمان والزهراء الكثير من النفايات تسكب مباشرة في البحر...
وهذا يؤثر على السمك وحتى على «الصيادة»، لدينا عينات لصيادة تضرروا والتهبت أياديهم كثيرا وهناك من مرض ب«الصفرة» وحتى بالسرطان الجلدي جرّاء الماء الملوث، فإذا تأثر البشر فما بالنا بالسمك؟.
المطلوب كشف الحقائق فهناك دراسات انجزت حول التلوث البحري في الجهات والحقائق موجودة وحتى دون دراسة يمكن ملاحظتها بالعين المجردة وبالتوجه على عين المكان وقد شاهدنا الكثير من النفايات تسكب في البحار ولا ندري لماذا يتكتمون عن مثل هذه الأمور؟
ولا ننسى السفن التجارية التي تلقي بالنفايات في البحر،ففي دول أوروبية هناك مراقبة للحدود البحرية ب«الساتليت» للوقوف على تجاوزات المراكب التجارية ولكنهم يسكبون نفاياتهم مثل الحوامض الضارة والسامة في الأماكن التي لا توجد بها مراقبة مثل تونس .
ماذا عن جودة الأسماك في تونس هل تقلصت بدورها؟
لقد تراجعت الجودة في عديد الأصناف بسبب عوامل بيئية لكن مع ذلك أسماك البحر الأبيض المتوسط جيدة مقارنة بالمحيطات.
ولكن عندما يكون المخزون ضعيفا والمراكب كثيرة فإن هذا يؤثر على الثروة السمكية ويدفع الى حصول تجاوزات والصيد في الأعماق وبوسائل غير مشروعة مضر كثيرا،وفي الحقيقة طالبنا حتى بالحدّ من الأسطول، فعلى 1400 مركب مثلا كم سيكون حصيلة كلّ مركب؟ .
عندما نقلص من الأسطول ونحافظ على المنتوج فإننا سنحدّ من التجاوزات.
لكن المستهلك يتذمّر دائما من إرتفاع أسعار الأسماك، فماهي الأسباب الحقيقية لهذا الإرتفاع المشط؟
أنا منتج وأبيع الأسماك مثلا «النازلّي» ب4 دنانير في سوق الجملة ثم أجده عند باعة التفصيل ب8 دنانير، وتتبعت سلعي وتفاجأت بالأسعار الموجودة في السوق.
انا و«بحارتي» سهرنا الليالي وقضينا 4 أو 5 أيام في البحر وأنفقت الكثير على الوقود أي ال«مازوط» وعلى «الطعم» الى جانب مستلزمات كلفة الإنتاج لأتحصل على 100 كلغ سمك مثلا ثم أبيعها بسعر زهيد وأجدها في السوق بالضعف فهل هذا معقول؟.
خروجنا الى البحر مقنّن ومضبوط والتكاليف محددة بالمليم وبالتالي عندما نقسم التكاليف على كلغ السمك نجد ثمن الكلغ ب3 أو 4 دنانير لكن هامش ربح «القشّارة» كبير جدا أضف الى ذلك المجمعين وباعة التفصيل وهناك عدة حلقات تتسبب في إلتهاب الأسعار وبالتالي لا نستغرب من مضاعفة الأسعار التي تصل «منتفخة» الى المستهلك .
نفس المشكل الموجود عند الفلاح موجود عند الصياد وبالتالي رفقا بالمستهلكين .
عديد الصيادين تركوا مراكبهم وتحولوا الى «قشارة» لأن حلقات التوزيع مربحة وبالتالي لا بدّ من حوكمة الأسواق ومسالك التوزيع .
توجد اليوم أسماك طبيعية وأخرى تتم تربيتها، فهل هناك تصنيف واضح للأسماك وتحديد للمصادر؟
للأسف لا ، ويجب ان ننظم هذا المجال ونكتب على كل صنف مصدره ،وان نحدد ان كان السمك طبيعيّا او انه مربّ لأن هذا الأمر يؤثر على الأسعار ، و من المفروض ان يعرف المستهلك من أيّة جهة يجلب السمك.
نعاني اليوم أيضا من مشكل السمك المورد، إذ نصل الى حدود 40 ألف طن من الأسماك الموردة ولئن كانت لتعديل الأسعار فإنها تهمّش أيضا الصياد التونسي ،صحيح ان جزءا منها يستغل كعلف للأسماك واخرى لتعديل السوق ولكن المستهلك التونسي لا يعرف ان بعض الأسماك التي تباع في أسواقنا هي من موريتانيا وإيطاليا والسينغال وتوضع مع سمك الصيادين التونسيين وتباع باسم سمك بنزرت وصفاقس.
يجب على سلطة الإشراف ان تقنن وترشد المستهلك حول مصادر الأسماك .
هل هناك إحترام للراحة البيولوجية؟
جاء هذا المطلب سابقا ببادرة من المنتجين والمهنيين وكمنظمة طالبنا بالراحة البيولوجية ،ولكن للأسف لم يقع فهم هذا الموضوع جيدا وهناك خلط كبير حول مفهوم الراحة البيولوجية، طالبنا بشهرين ثم بثلاثة أشهر كراحة بيولوجية إذ يتم تحديد منطقة ولا يدخلها الصيادون بالجرّ القاعي مطلقا لأن هذا الصيد يؤثر على الثروة السمكية وخاصة في خليجي قابس وصفاقس،مقابل ذلك فقد طالبنا بصندوق خاص وبمنحة للصياد وكان الإقتراح أشمل وأبعد من ذلك المطبق وكان من المفروض ان يساهم المنتج والمصدّر والدولة والوسيط وحتى المورّد بدفع نسبة فإذا دفع كل شخص 1 بالمائة من مجموع الإنتاج الوطني والذي يقدر ب365 مليارا فإن كل طرف يساهم ب15 مليارا وبالتالي تنجح الراحة البيولوجية لكن ما الذي حصل؟
لقد تم تحميل المنتجين نسبة1 بالمائة والمصدّرين 2 بالمائة وهو ما أنهك المنتجين واثقل أعباء المصدرين، وللأسف لم يفهم أي طرف المغزى من الراحة البيولوجية وحتى وزراء ما بعد الثورة في تونس لم يصلحوا الخطأ لأن الطريقة المعتمدة حاليا «ذبحت» الصيادين. لقد طرحنا الموضوع في إجتماع المنظمة بالحكومة ،ونأمل ان يكونوا فهموا وسندخل في حوار جدي ونأمل حصول بعض الإصلاحات في مجال الراحة البيولوجية.
اليوم نساهم في عديد الصناديق ولم ننتفع بأي شيء.
هناك تجاوزات عديدة تحصل في البحر وتعرف ب «تخضير» مناطق بحرية بمعنى ان يستغل المخالفون مكانا بحريا ويدفعون مقابلا ماليا لأجهزة إدارية وهناك تواطؤ والأطراف المتورطة كثيرة والمستفيدون أجهزة المراقبة وللأسف تفاقمت الظاهرة كثيرا وما نغنمه في الراحة البيولوجية من ثروة سمكية يستغلّ في أسبوع واحد وبالتالي لا فائدة من هذه الراحة فالرشوة في البحر أكثر من الرشوة في البرّ.
تشكو الموانئ البحرية من عديد الصعوبات على مستوى الصيانة فهل تتابعون هذا الموضوع؟
هناك مشكل عويص على مستوى الموانئ التي أهملت وهرمت فهناك مراكب صيد لا تستطيع الخروج الى السواحل للخضوع الى عملية إصلاح وصيانة ،فالموانئ مكتظة ووضعت على أساس عدد معين من المراكب ولكن الأسطول تضاعف ولم يعد بإستطاعة الموانئ والتي يقدر عددها ب41 ميناء إستيعاب الأسطول وهو ما اثر على منظومة الخدمات المينائية من حيث الجهر والإصلاح فوكالة الموانئ ربما تنقصها إمكانيات مادية لتنفقها على الموانئ وبالتالي الخدمات المينائية بحاجة الى المراجعة وسنطلب من الوكالة ومن الحكومة تدعيم هذا الجانب.
ماذا عن التغطية الإجتماعية للصيادين؟
في الحقيقة بدأنا في مشاورات مع وزارة الشؤون الإجتماعية للنظر في موضوع التغطية الإجتماعية للصيادين،والأسبوع الفارط قدمنا مقترحات وضعت على ذمة مكتب دراسات لمزيد دراستها وتوجد عدة أنظمة فهناك تفاوت بين القطاعات وهناك نظام خاص لضعاف الحال أي ما يعادل 7٫5 بالمائة من ثلثي الأجر الأدنى كمساهمة ونأمل في إصلاح هذا الجانب وحله.
وللإشارة يقدر عدد الصيادين في تونس بحوالي 60 ألفا .
يعاني صغار الصيادين من مشكل المديونية ؟
«المديونية» مشكل عويص و لا توجد إرادة لجدولة ديون الصيادين وللأسف هذا الأمر فتح المجال امام الوسيط و«القشّارة» فهؤلاء يقرضون الصياد مستغلين تراجع دور البنوك ويحتكرون المنتوج وقد تولد عن ذلك مديونية ثانية وإستغلال كبير للصياد ونتحدث اليوم عن «إستعمار القشّار للصياد» إذ يقبل المنتوج بنصف ثمنه وهو ما دفع الكثيرين الى بيع مراكبهم أو ان يصبح الوسيط شريك الصياد أو حتى صاحب مركب. فكم من وسيط وحتى حمّال تحوّل الى صاحب مركب وهؤلاء يتحكمون في القطاع وما يحدث في هذا المجال رهيب جدا.
وهناك اليوم عدة تجاوزات أخرى تحدث في البحر على غرار مراكب بلا رخص ولا تحمل أية هوية وتمرّ على مرأى الجميع من حرس وديوانة وتصطاد وتوزع «الرشاوى» لتقسيم الكعكة فكم من شخص من ديوانة وحرس بحري أصبح يسترزق من البحار ولا يصرف راتبه تماما مثل الطريق يتم إيقاف مراكب بسبب وبدون سبب وتمر أخرى بلا رقابة.
بالإضافة الى التلوث البحري أصبح لدينا تلوث في قطاع الصيد البحري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.