يقول الدكتوراحمد ذياب في مقاله (حواء والضلع الثالث عشر) ( لوسلمنا بوجود ادم وحواء بمفردهما على وجه الأرض فاننا قد نضطر الى قبول فكرة ان ابناء ادم وحواء قد تزوجوا من بنات ادم وحواء اي اخوتهم بالضرورة...زواج محارم تنطلق منه البشرية يمثل امرا فظيعا جدا لا يقبله عاقل او مؤمن بصورة عامة) انظر صالون الصريح ليوم 2 أكتوبر 2017 ونحن نقول لجناب الدكتور الفاضل الحائر ان حيرتك هذه وتعليقك هذا لا موجوب لها لونظرت في ما اجاب به العلماء عن هذا الموضوع منذ زمن بعيد غابر فقد روى الآباء والجدود عن ترجمان القران وبحر العلوم الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود انه قال في الاجابة عن هذا المسالة التي جعلتك في حيرة عجيبة مذهلة ( كان لا يولد لادم مولود الا ولد معه جارية فكان يزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الأخر حتى ولد له ابنان يقال لهما قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرع وكان هابيل صاحب ضرع وكان قابيل اكبرهما وكانت له اخت احسن من اخت هابيل وان هابيل طلب ان ينكح اخت قابيل فابى عليه وقال هي اختي ولدت معي وهي احسن من اختك وانا احق ان اتزوجها فامره ابوه ان يزوجها هابيل (انظر تاريخ الطبري المعروف بتاريخ الأمم والملوك الجزء الأول ص 92/93 الطبعة الخامسة 1989) أوليس من اليسير بعد هذا الحديث القصير ان يعلم و يفهم جناب وحضرة الدكتوران مفهوم الأخوة المعروف والسائد اليوم والذي بنى واسس عليه الدكتور حيرته وثارت فيه ثائرته لم يكن هو نفسه مفهوم الأخوة الذي بدات به الحياة في عهد ادم وابنائه عليهم السلام؟ فقد كان مفهوم الأخوة في ذلك الزمن البدائي يتمثل في ان يكون الأخوان قد تكونا واجتمعا وولدا من بطن واحدة هذه هي المعلومة السليمة الحقة التي كانت عن دكتورنا غائبة والتي تناقلها العلماء المسلمون والتي سمعناها وحفظناها عنهم منذ قرون بعيدة قديمة بائدة اما اذا اراد جناب الدكتوران نزيد في تخليصه وفكه من براثن حيرته واسئلته الثائرة الفوارة فاننا سننقل له هذا الحديث المروي عن زراره الذي اخبر فقال وهو بين جمع غفير من الرجال سئل ابوعبد الله كيف بدا النسل من ذرية ادم عليه السلام فان عندنا اناسا يقولون ان الله تبارك وتعالى اوحى الى ادم ان يزوج بناته من بنيه وان الخلق كلهم اصله من الاخوة والأخوات؟فقال ابو عبد الله سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ويقول من يقول هذا ان الله عز وجل جعل اصل صفوة خلقه واحبائه وانبيائه ورسله والمؤمنين وقد اخذ ميثاقهم على الحلال والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ولم يكن له المقدرة ما يخلقهم من الحلال والطهر الطيب؟ والله لقد تبينت ان بعض البهائم تنكرت له اخته فلما نزا عليها ونزل كشف له عنها وعلم انها اخته اخرج غرموله ثم قبض عليه باسنانه ثم خلعه ثم خر ميتا قال زرارة ثم سئل ابو عبد الله عن خلق حواء وقيل له ان اناسا عندنا يقولون ان الله عز وجل خلق حواء من ضلع ادم الأيسر الأقصى وقال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا يقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له القدرة ما يخلق لادم زوجة من غير ضلعه وجعل لمتكلم من اهل التشنيع سبيلا الى الكلام يقول ان ادم كان ينكح بعضه بعضا اذا كانت من ضلعه وما لهؤلاء ؟ حكم الله بيننا وبينهم ثم قال ان الله تبارك وتعالى لما خلق ادم من طين امر الملائكة بالسجود له والقى عليه السبات ثم ابتدع له خلقا...الخ (انظر المجلس ومحمد الباقر بحار الانوار ص220/222) هذا شيء مما قاله محمد الباقر قديما عن هذه المسائل التي حيرت دكتورنا في هذا العصر واعجزت ما عنده من النظر والفكر ولا اظن ان فهمه واستيعاب فوائده يحتاج الى ذكاء كبيراو عبقرية او قوة فكر ذكرته في التعليق والرد على مقال الدكتور احمد ذياب (حواء والضلع الثالث عشر) وارجو وان يكون قد وجد فيه ما يزيل بعض حيرته وينقي ويعدل ويراجع به ما جاش وفاض في سريرته ولا اظن انه سيجد في غيره من الكلام ما يصحح له موقفه ويزيل به خشيته من وقوع العلاقات الزوجية في عهد ادم عليه السلام تحت طائلة الممنوع وربقة الحرام وليتاكد دكتورنا التاكد الثابت المبين ان الله جل جلاله اعلم بما ينفع وبما يفيد الناس اجمعين وهو احرص على حفظ عباده من الوقوع في الحرام المفسد المشين وهذه هي عقيدة عباده المؤمنين الذين يفهمون ويعلمون ويحفظون منذ عصور وسنين معنى قوله تعالى وهو اصدق القائلين (اليس الله باحكم الحاكمين) ؟