يعبث كالأطفال ..بالحرف يطوعه يدعك طينه يشكله على هيئات ملونة يخرج من كنهه المعاني والأصوات ..يلهو بزينته لتبدو اللوحة عنوان بهاء نادر وحكاية ديدنها الجمال.. هذا هو خالد ميلاد كما عرفته قبل أكثر من عقدين واحدا من ألوان الاسم القيرواني القديم وفي الجانب الآخر يبرز الفنان التشكيلي حسين عطي بالمشاهد والحالات القيروانية في ضرب من التعاطي الأنيق مع اللون ومشتقاته المفعة بالنشيد. لذلك قال الطفل الهائم باللون المأسور بالشجن الشعري الطالع من أعمدة البوح..أخذتني الدهشة العارمة وأنا ألمح حروف وخيول الفنانين التشكيليين خالد ميلاد وحسين عطي بالمكان..اللوحات في الجدار والأغنية بلغت باب الجلادين لا تلوي على غير القول بالنشيد ...والآه..وقال الطفل في ختام الكلام..بلغ سلامي للوديع المتشظي في هدوئه بين الرسم والقصيد حسين القهواجي وقل له ان العين حرف و الفؤاد شعر وما كنا سوى خلانك وأنت ترمق أبواب القيروان وأزقتها بهالة من حنينك وشيئ من شغفك ..لقد كنت طفلا و بقيت اطلالاتك الشعرية بالبيت القيرواني ذكرى وذاكرة زمن النسيان متعدد القارات.. هذه ألوان من بذخ الحال بين اللون الفني التشكيلي ولقاءات بيت الشعر بالقيروان و فيها التنوع و التجوال الباذخ بين الكلمات الساحرة تقصدا للجمال وللمتعة الشعرية وللأعالي ونحتا للقيمة زمن الضجيج المعولم والتداعي المريب..نقطة ضوء فاخرة تبرز الأعماق ..انها القيروان في بهائها حيث العنوان اللافت...بيت الشعر. أقول وأمضي "ذابت الأحلام ..أي ضوء للتواريخ..من يفقه دفء دم القيروان أو يوضحها للياسمين..هي نافذة للروح اذ تتأبط حجر الرحيل الغابر..هي لغة الأوابين..العائدين الى شجر من رخام...اليك أيتها القيروان تيجان على عتباتك الساقية ..اذ تنحنين وتذوبين كالريح لحيفا وبابل.."... حسين القهواجي...من هنا نذكرك بكثير من الود..وبالأدعية تلك مشيئة الله..والبيت..كان لانبعاث بيت الشعر بالقيروان دور مهم في تعزيز الفعاليات الشعرية و الأدبية عموما حيث عملت مديرة البيت و الأسرة المسيرة على تنويع الأنشطة انطلاقا بالمشغل الشعري التونسي والعربي وما يحف به من قضايا و أسئلة ضمن خانة النقد و الدراسة ومن هذا الجانب تعددت الفعاليات حيث كان البيت مجالا شاسعا للقول الشعري بالنسبة للشعراء التونسيين والعرب وغيرهم وكل ذلك في ضرب من التناغم الجمالي بين المضامين الشعرية و سحر المكان واللوحات التشكيلية وعراقة المدينة الفاتنة ونعني القيروان.. لقد جاء الشعراء واعتلوا متن القصيد و أمسكوا بالقلم مع المبضع فساروا على أثر من سبقهم من طائفة الشعراء القدامى حنين ابن اسحاق , ابن سينا,ابن زهر وصولا الى ابراهيم ناجي ..نزلوا ضيوفا على بيت الشعر القيرواني... قدمتهم مديرة البيت الشاعرة جميلة الماجري أفضل تقديم... ثم تدوالوا على قراءات ممتعة تفاعل معها الحضور...الى جانب الحضور الدائم للفنون منها المعرض التسكيلي المشترك بين الفنانين خالد ميلاد وحسين عطي ..و في فسحة أخرى بهذا البيت القيرواني الأنيق أناقة فن الشعر كان المجال كبيرا لسؤال مهم و جماليات الشعر في شواسع المكان..القيروان تحديدا..