افتتح بقصر خير الدين المعرض الممتاز للدورة السابعة للصالون الوطني للتشكيليين الشبان من خلال عرض 90 عملا تشكيليا معاصرا...و يرمي برنامج الصالون المذكور الذي ينظمه اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين إلى دعم و تقديم أعمال الشبان في مجالات الفنون التشكيلية عبر مناسبة المعرض التي تشمل و تخص التجارب الشبابية ل عدد هام من خريجي معاهد الفنون الجميلة بتونس والشبان العصاميين ..و شهدت الدورة مشاركة هامة لعدد من الفنانات الشابات كما تبرز التجارب بأشكال و تيارات فنية و أسلوبية مختلفة ..و انطلق المعرض بعد اختتام معرض لمختارات من الفن التشكيلي العراقي المعاصر، الذي نظمه إتحاد الفنانين التشكيليين بالتعاون مع جمعية التشكيليين العراقيين في الفترة من 27 أكتوبر إلى 3 نوفمبر الجاري حيث تمّ بالمناسبة تكريم الفنانين التشكيليين العراقيين من طرف وزارة الشؤون الثقافية. وضم معرض هذه الدورة السابعة للصالون الوطني للتشكيليين الشبان جملة من أعمال فنية لعدد من التشكيليين الشبان وهذا الحدث الثقافي هو من تقاليد أنشطة اتحاد الفنانين التشكيليين ..هذا وتتواصل مختلف الأنشطة التي ينظمها اتحاد الفنانين التشكيليين من ندوات ومعارض وسهرات ثقافية فنية فضلا عن معارض التعاون والاتفاقيات العربية المشتركة ومنها بالخصوص تلك التي تمت منذ أشهر بين الاتحاد وجمعية التشكيليين العراقيين والتي من ثمارها المعرض الهام لعدد من الأسماء والتجارب البارزة في المشهد التشكيلي المعاصر بأرض الرافدين ..العراق .في هذا السياق ازدانت جدران وأروقة القصر الأنيق خير الدين بالمدينة العتيقة لتونس ب 57 من الأعمال الفنية وهي بمثابة المختارات من الفن التشكيلي العراقي المعاصرو التي تبرز ابداعية و جمالية التجربة العراقية العريقة والرائدة والتي تميزت عربيا وعالميا..في التسعينات من القرن الماضي و ضمن مشاركاتي في فعاليات المهرجان العالمي المعروف بالمربد الشعري كانت لي مناسبات سانحة للاطلاع على التجارب التشكيلية بالعراق من خلال المعارض و اللقاءات الخاصة بالفنانين التشكيليين و كذلك ما يعرض برواق بغداد بادارة الفنانة الكبيرة سميرة عبد الوهاب ..كانت هناك بانوراما تشكيلية عراقية جادة و باذخة و أذكر أعمال مخلد المختار و ضياء العزاوي و سميرة عبد الوهاب و علي رضا...و غيرهم ممن أسهموا في تطور و ابراز المبتكر في التجربة التشكيلية الرائدة و بالمناسبة كنا كلما مررنا بساحة الأندلس في الطريق الى الكرادة نتوقف لنتأمل مليا العمل الكبير للفنان الراحل .....هذا المعرض العراقي بقصر خير الدين مهم في الالتقاء التشكيلي العربي و مثلما أشار الى ذلك رئيس جمعية التشكيليين العراقيين الأستاذ قاسم حمزة يمثل منطلقا مميزا لعدد آخر من الأنشطة اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين ضمن تعزيز آفاق التعاون و تبادل التجارب والخبرات علما وأن الجمعية العراقية للفنانين التشكيليين تم بعثها سنة 1956 ..و سوف يتواصل هذا التعاون كما يقول الفنان الدكتور وسام غرس الله أمين عام اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين وفق الاتفاقية المبرمة مع الطرف العراقي قبل ستة أشهر من هذا العام حيث تنظم من ناحيتها جمعية التشكيليين العراقيين المعرض السنوي الخاص بالفن التشكيلي التونسي في العراق خلال سنة 2018و ذلك ضمن تنظيم و اعداد جيدين و بالتنسيق مع جمعية التشكيليين العراقيين. هكذا يعمل الاتحاد على مزيد من الفعاليات و المعارض ضمن شراكات عربية مع هيئات و منظمات مماثلة منها من الجزائر والمغرب ومصرو لبنان ..المعرض مثل مناسبة لطلبة معهد الفنون الجميلة بتونس و الباحثين و النقاد و نشطاء الفنون الجميلة للاطلاع على تجارب عدد من الفنانين و الرسامين العراقيين المعبرين عن حيز من خصائص الفن التشكيلي العراقي المعاصر ..و في صالون هذه السنة وجد الزائر أعمالا في ضروب و أجناس تشكيلية متعددة تعكس الحراك التشكيلي الوطني و تطور مساراته حيث كان التنظيم محكما من خلال تناسق جمالي في وضع وتعليق اللوحات والأعمال..من جانب آخر تتواصل الأنشطة المختلفة لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين في سياق نشاطه لسنة 2017 فبالنسبة الى النشاط الفكري الثقافي وفي تواصل مع الندوة الفكريّة نظم الاتحاد في نفس السياق وتحت نفس العنوان ندوة فكريّة دعا اليها عددا من الباحثين ممن رافقوا وعايشوا تجربة الاتحاد منذ سنة 1968 لتقديم شهاداتهم حول دور الاتحاد كهيكل وكأفراد في تطوير الحراك التشكيلي في تونس و ستنشر المداخلات في كتاب يصدر احتفالا بخمسينيّة الاتحاد سنة 2018 .كما كان هناك حضور للاتحاد و تحت اشراف وزارة الثقافة في فعاليات السمبوزيوم المتوسطي للنحت ببرج القلال بصفاقس بمشاركة فنانين تونسيين و من دول عربية وأجنبية.. هذا الى جانب مواصلة العمل ضمن الشراكة مع وزارة الثقافة من خلال حفظ مخزون الدولة من الأعمال الفنية و رقمنته باعتباره رصيدا وطنيا للابداع والذاكرة الثقافية والتراث التشكيلي و الجمالي و الفني عموما.. هكذا فان المعرض الممتاز "الصالون الوطني للفنانين التشكيليين الشبان" الذي ضم جملة من أعمال فنية لعدد من التشكيليين الشبان هو الحدث الثقافي وهو من تقاليد أنشطة اتحاد الفنانين التشكيليين.