المثل الشعبي يقول (عيطة وشهود على ذبيحة قنفود) وأنا أكتفي من المثل الشعبي ببدايته (عيطة وشهود) لأدخل به إلى موضوع شغل هذه الأيام الأحزاب والمنظمات ووسائل الاعلام. هذا الموضوع هو الانتخابات الجزئية التي جرت بين التونسيين والتونسيات لانتخاب نائب عن تلك الجالية يأخذ مكانه في مجلس نواب الشعب. هذه الانتخابات نجح فيها وفاز (ياسين العياري) فقامت الدنيا ولم تقعد. قامت قيامة الأحزاب وتحركت وسائل الاعلام توغر الصدور بين الأحزاب وتزرع الشقاق بين النداء والنهضة، وتحرك الشامتون في حزب النداء لسقوط مرشحه في هذه الانتخابات. وفي وسائل الاتصال الاجتماعي (عياط وزياط) من أجل ماذا؟ من أجل (نائب واحد) عن جالية ألمانيا سوف يأخذ مكانه ويسدّ شغورا حصل في مجلس نواب الشعب ولمدة سنتين أو أقل. فهل يحتاج فوز هذا المرشح بكرسي النيابة هذه المعارك والتراشق بالاتهامات؟ هل يحتاج فوز هذا المترشح (هذه العيطة) الخالية من الأخلاق والروح الوطنية؟ مع احترامي لهذا المترشح أنا أسأل: ماذا سيحقق فوزه للحزب الذي أيده؟. ماذا سيضر فوزه للحزب الذي سقط مرشحه وأسقطه ياسين بأصوات لا تتعدى أصابع اليد؟ وماذا سيضيف هذا المرشح للشعب التونسي وللوطن؟ وبماذا سيؤثر على مجلس نواب الشعب ان انضم بصوته ولسانه إلى أحزاب الموالاة أو انضم إلى أحزاب المعارضة هل سيزعق أم سيصفق؟ لولا أن الدستور يقضي ويفرض سدّ كل شغور يحدث في مجلس نواب الشعب لما تكبدت الخزانة التونسية رصد ميزانية تصرف في هذا الانتخاب الجزئي والشعب في حاجة إلى المليم والدينار يصرف في هذا البرد على المحتاجين للدفء لا إلى نائب في مجلس نواب الشعب؟ عيطة وشهود شهدها الشعب بألم وأسف لأنها أقامت الدليل على أن الأحزاب في تونس أغلبها تجار في بورصة السياسة وليسوا مناضلين من أجل الشعب ونشر التنمية في ربوع الوطن؟ أليس كذلك؟ أسأل وأحب أن أفهم؟