(بابا نويل) له شجرته.. والشجرة مزينة بالأضواء والالعاب.. هذه الشجرة كنت أراها في عهد الحماية في دكاكين التجارة باب بحر بتونس العاصمة لم أكن ارى هذه الشجرة داخل مدينة تونس، لم أكن اراها في اي بيت من بيوت العائلات التونسية.. كان مكانها دكاكين وبيوت الفرنسيين. ولما استقلت تونس من الحكم الفرنسي وتصورنا اننا تحررنا من التبعية الفرنسية وجدنا الثقافة الفرنسية والعادات الفرنسية قد ابقتها فرنسا فينا وفي ديارنا. من هذه العادات (شجرة بابا نويل).. بدأت تدخل بعض الديار.. صرنا نرى بعض العائلات يشترون الشجرة، وما يتبعها وما يزيّنها ويضعونها في البيوت حتى يحتفل صغارهم ببا نويل.. ولا غرابة في ذلك فنحن شعب مصاب بعقدة الضعف، والضعف يفرض على صاحب تقليد القوي فيما ينفع وفيما يضر دون ان يكون الضعيف.. وهو في تقليده.. يعني ويفهم ويدرك جوهر الاشياء التي يقلد فيها القوي.. فهؤلاء الذين يقلدون المسيحيين في الاحتفاء ببابا نويل لا يعرفون قصة هذ الرجل الذي يظهر بلباسه الاحمر ولحيته البيضاء وهو يوزع الالعاب والحلويات على الاطفال. هؤلاء لا يعروفون ان قصة (بابا نويل) خرافة.. ولا يعرفون ان الآباء المسيحيين دونوا في فترة الاحتفال بعيد بابا نويل هذه الشجرة.. دونوها في فترة من تاريخ المسيحية لأنهم رأوها مظهرا من مظاهر الوثنية ثم عادوا اليها ولا يعرفون ان كلمة «نويل» جاءت في نظر البعض من الذين اشعيا حسب اعتقاد المسيحيين فقد ولد له ولد فقال: سموها (كها نويل). ولا يعرفون ان الكلمة عندبعض المسيحيين تعني (الله معنا، ووالد ابونا) ان الشعب الضعيف يقلد الآن القوي وهو يتباهى بهذا التقليد ويحسب انه بالتقليد صار قويا مثله. وهو لذلك وعلى ذلك يربّي صغاره واطفاله. أليس لذلك صرنا نتباهى بالحديث والحوار في البيت وفي الشارع وفي المصحة وفي وسائل الاعلام باللغة الفرنسية؟ أليس بذلك التقليد صار بعض التونسيين والتونسيات عاجزين عن الخطاب باللغة العربية؟ الا يصل بعضنا في التقليد الى التحلي بالصليب في الرقبة والاحتفال بالاعياد المسيحية في الكنيسة ولا يحتفلون بأعياد المسلمين في المساجد؟ أنا أسأل وأحب أن أ