بماذا تنبئ نشرات الاخبار في تونس؟ بماذا تنبئ النيران التي لا تنطفئ في موقع من مواقع تونس الا وتشتعل اخرى في مواقع اخرى؟ هل تنبئ بأن تونس في طريق ثورة مضادة يقودها اليسار السياسي ويعتمد فيها على العاطلين عن العمل والفقراء والمساكين؟ هل تنبئ بأن تونس في طريق ثورة العمال ما دام الصوت الاعلى في تونس على لسان منظمة العمال والاحتجاجات غالبا تقودها النقابات؟ هل تنبئ الاخبار والاحداث بأن تونس في طريق ثورة صدامية بين اليمين واليسار، بين حزب النهضة وحزب الجبهة الشعبية الذي يحرض على الاحتجاجات؟ هل تنبئ الاخبار والاحداث في شوارع وساحات تونس بأن تونس في حالة مخاض بثورة مواطني الولاياتالتونسية في الجهات الغربية والجنوبية لأن صبرها قد عيل وهي تنتظر الجنة التي وُعِدُوا بها في الحملات الانتخابية لكنهم لم يدخلوها ولم يصلوا الى ابوابها ولم ينعموا بظلالها؟ هل تنبئ الاخبار والحوادث في تونس بثورة تهيأت بوعود حكومات متوالية ولم ينجز اكثرها، وتهيأت بسبب الطبول التي تدق في كل وسائل الاعلام وتبشر بفشل حكومات متوالية وعجزها على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية؟ هل تنبئ الاخبار والحوادث عن قرب ثورة مضادة هيأها ضعف وعجز الحكومات المتوالية في نشر هيبة الدولة؟ هل تنبئ الاخبار والحوادث عن فتنة بين الاحزاب ما دام النقاش بين النواب في مجلس النواب نزل الى سوقية الحوار والزعيق والتهديد بالشوارع؟ هل تنبئ الاخبار و الحوادث ان ثورة قادمة هدفها الاساسي زحزحة حزب النهضة من كراسي السلطة وتحقيق هدف المعارضة اعلنه منذ تأبين اول حكومة للنهضة؟ أليست الاخبار لا تبشر بخير ولا تنذر الا بسنة قادمة عسيرة على تونس والشعب التونسي؟ أليست تونس التي حاولت طيلة سنوات ان تتجنب الفتنة في طريق فتنة؟ فمن يطفئ نار الفتنة؟ هل هو يوسف الشاهد؟ هل هو الباجي قائد السبسي؟ هل هو حزب النهضة يخرج على الشعب ليعلن اسنحابه من الحكومة ويترك المجال لأحزاب اخرى تشترط لدخولها للحكومة انسحاب حزب النهضة؟ ام ان نار الفتنة وحماية تونس والشعب من الثورة في يد حكومة من المستقلين تعد تونس لانتخابات مجالس بلدية وانتخابات رئاسية ونيابية في موعدها؟ ام ان آخر الطب الكيّ وهذا بيد الجيش؟ اسأل وانا خائف على تونس حائر وأحبّ أن أفهم.